مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ - السري الرفاء

مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
و جارُك مثلُ النجمِ ليسَ يُضامُ

و غَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما
دمٌ ليسَ يَرقى صوبُه وغَمامُ

أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى
عليكَو آفاقُ السماحِ تُغامُ

فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى
و نحنُ على الأيَّامِ فيه حَرامُ

بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُو إنما
مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ

رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل
لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ

فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ
و أسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ

رأَى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمة ٍ
و أصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ

تَلا قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ أنَّه
تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ

تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ
و بُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ

هي الدَّولة ُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما
لضَيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ

أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم
كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ

تَسنَّمَ أعلامَ الديارِو أنتمُ
لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ

فَشَقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم
و هم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ

مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِرِكم بها
قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ

تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا
و تَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا

تَهلَّلَ منها الغيثُو هي عَوابِسٌ
و أسفرَ منها الصبحُو هي ظلامُ

فعُودا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها
و يرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ

و لا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم
فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ

فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سواعِدٌ
و تَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ

و حتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ
يُصَرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ

و تُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلة ٍ
لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ

و تَشرَقَ من شرقيِّ دِجلة َ بالقَنا
ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ

وَ تقرُبَ من آجامِها الأُسدً عَنوة ً
فتَقتَحِمَ الآجامُ وهي كِرامُ

و تَلفَحَه ريحُ الأراقمِإنَّها
سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ

فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ
و تحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ

كأيامِ سيفِ الدولة ِ الغرِّ إنّها
سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ

فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ
وَ ينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ

و إنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ
فرُدُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ

فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناسِ قبلَكم
و لا عَارَنقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ

فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ ؛
وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ

و أنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارة ٌ
و بَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ