على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح - السري الرفاء

على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح
و مِن نُزَهي في الوجوهِ الصِّباحِ

و شُربي المُدامة َ ممزوجة ً
مُحرَّمُها بالحَلالِ المُباحِ

و مُخْطَفَة ِ القَدِّ مُهتزَّة ٍ
تباكرُني قبلَ حَيْنِ الصَّباحِ

فتُسفِرُ عن مثلِ وَردِ الربيعِ
و تَبسِمُ عن مثلِ نَوْرِ الأقاحي

بيومٍ يَجُدُّ به الدارعونَ
فلا يعرفونَ سبيلَ المِزاحِ

تَرُشُّ به السُّمْرُ طَعناً تَرى
مواقفَنا منه حُمرَ النَّواحي

و يخطِرُ في هَبْوَتَيْهِ الكَميُّ
بقَلْبٍ جريءٍ ووجهٍ وَقاحِ

و سابغة ٍ مثلِ سَرْدِ الشُّجاعِ
أوِ الماءِ عندَ هبوبِ الرِّياحِ

و أبيضَ يلمَعُ في مَتنِهِ
إذا ضَلَّبَرقُ الحِمامِ المُتاحِ

فمَنْ راحَ يُسخِطُ عُذَّالَه
و يُرضي الهَوى بينَ عُودٍ وراحِ

فإني عَدِمتُ تَثنِّي القُدودِ
و بُدِّلْتُ منه بثَنْيِ الرِّماحِ

و كنتُ أَشيمُ بروقَ الثُّغورِ
فصِرتُ أشيمُ بروقَ الصِّفاحِ

و ما إن سَمِعْتُ غِناءَ الحدي
دِإلاَّ ذكرتُ غِناءَ الوِشاحِ

فليتَ ضجيعيَليلَ التَّما
مِيَعلمُ أني ضجيعُ السِّلاحِ

أراعي المنيَّة َ عندَ الغُدُوِّ
و أنتظرُ الحَتْفَ عندَ الرَّواحِ

و لو أنَّ لي حيلة ً في الفِرارِ
فررْتُ وهانَ عليَّ افتضاحي

متى أطإِ الأرضَ مُبيضَّة ً
جوانبُها أو أرى الجوَّ صاح

فأُلبِسُ خيلَ الوغَى راحة ً
و أُتعِبُ في اللَّهوِ خيلَ المِراحِ

عَسى القُربُ يُطفىء ُ من لوعتي
و يُنْقِصُ من غُلَّتي والتياحي