وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا - السري الرفاء

وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا
و قَصَّرَ في شأوِ الزَّمانِفأقصَرا

و شابَ بلونِ الصُّبحِ ليلُ شَبابِه
فأصبحَ شتَّى الحُلَّتَيْنِ مُشَهَّرا

و لا عادَ رَدُّ المُستَعارِ مُسلَّماً
و قُدِّمَ رَيعانُ الصِّباو تأخَّرا

فلم يبقَ إلاّ الرَّاحُ بينَ كُؤوسِها
مُذاكَرَة ٌ كالرَّوْضِ جِيدَفأَزهَرا

أحاديثُ لو يجتازُها نَفَسُ الصَّبا
تأَرَّجَ من أنفاسِهاو تعطَّرا

و ساقية ٌ تَشدو فتُحسِنُ شَدوَها
و تَبسِمُ أحياناً فتحسُنُ مَنظرَا

هجرتُ النُّدامى إذ بلوْتُ خِلالَهم
و نادَمْتُ كِسرى في الزُّجاجِ وقَيصَرا

أُعرِّيهما طَوراًو طَوراً أراهُما
يَجُرَّانِ مصقولَ البنائقِ أحمرا

فلو لم يكونا جَوْهَرَيْنِ كِلاهُما
نَفيسَينِ ما حَلاَّ من الكاسِ جَوهرا

و هيَّجَ من وَجدي حنينُ ابنِ قينة ٍ
إذا استَنطَقَتْه بالأناملِ زمجَرا

خَفيفٍإذا لاقاكَ في ذَهَبيَّة ٍ
مزَّنرَة ٍأرضاكَ مَرْأى ً ومَخبَرا

بَراهُ صِناعُ القَلبِ والكّفِّ كلما
تَعذَّرَ مَعناه البديعُ تفكُّرا

و ضَمَّتْهُ رَب المِرْطِ ينفُضُ جِسمُها
على جِسْمِهِ مِسْكاً ذكيّاً وعَنبرا

فساقَ قلوبَ الشَّرْبِإذ حنَّغُلَّبا
و راقَ عيونَ البيضِ حينَ توقَّرا

سأبعَثُ حَمْدي غازياً وَفْرَ سيِّدٍ
إذا ما غزاه الحمدُ عاد مظفَّرا

كأنَّ ثَنَائي غِبَّ جَدواه مَرتَعٌ
تبسَّمَ غِبَّ السَّارياتِ ونَوَّرا

قديمٌ على الأيَّامِ إنْ عُدَّ مَعْشَرٌ ؛
حديثُ المعالي عند عادٍ وحِمْيَرا

تسهَّلَ ليفي أحمدَ الشِّعرُ طائعاً
و لو رُمْتُه في غيرِه لتعذَّرا

أطلْتُو ما استغرقتُ وصفَ خِلالِه
فرحتُ مُطيلاً في الثَّناءِ مُقَصِّرا

أَأَحمدُإني بينَ قومٍ تبرَّؤوا
من العُرْفِ حتَّى قد حَسِبناهُ مُنكَرا

إذا نزَلوا أبصرتُ للجهلِ نادياً ؛
و إن رَحَلوا أبصرتُ للبُخلِ عسكَرا

أقولُو قد عاينتُهم عَدَدَ الحَصى
عَدِمْتُكَ جيلاً ما أقلَّ وأكثَرا

كأنَّكَ فيهِم شارقٌ في دِجِنَّة ِ
إذا أغبشتْ مُربَدَّة ُ اللَّونِ أسفَرا

أتتْكَ القوافي الغُرّ تطلُبُ حاجة ً
جِزاؤُكَ فيها أن تُثابَ وتُشكَرا

غرائبُلو نادَيْنَ في المَحْلِ عارضاً
أجابَو لو ناشدْنَ صخراً تَفجَّرا

عَدَلْتَ عن النابي الكَهامِ بِحَلْيِها
و ألبسْتُهُ منك الحُسامَ المُذكَّرا

فلا تَردُدِ العِقْدَ المُفَصَّلَ خائباً
بصدِّكَ عنه والرِّداءَ المُحبَّرا