حروفُ أوائلِ السورِ - محيي الدين بن عربي

حروفُ أوائلِ السورِ
يبينها تباينها

إنَ اخفاها تماثلها
لتبديها مساكنها

فمفردها مثناها
إذا ما جاءَ ساكنها

يثلثها لتربيعٍ
إلهيّ مساكنها

ويحفظها لخمستها الـ
ـذي منها يعاينها

فيا عجباً لقد أبدت
مازلنا أماكنها

وبالإيمان يحجبها
عنْ إدراكي مصاونُها

لها شطرٌ من الفلكِ الـ
ـذي تبدي ضنائنها

تولدها إذا نكحتْ
بلا مَهرٍ كنائنُها

فلوْ زداتْ على خمسٍ
فمن عندي بنائنها

لقد أعيت خبير القو
مِ إعجازاً معانيها

وأينَ بيانُ معربها
وعجمتها تراطُنُها

لقد بانت لأعيان
تحققها مواطنها

صفتْ فينا مشاربها
وعزَّ عليكَ آسنها

وما منعت من الزلفى
إلى ربي معاطنها

تحلُّ بنا ملائكة
إذا فرتْ شياطنها

حروفٌ كلها علمٌ
أتتك بها محاسنها

ولا يدريه إلا مَنْ
يكونُ بهِ يحاسنها

وما أبدتْ سوى شطرٍ
وما أخفت ضنائنها

فما أخفاهُ مضمرها
لقدْ أبداهُ كائنها