تم عيشـي ببلـوغ الأمـلِ - ابن شيخان السالمي

تم عيشـي ببلـوغ الأمـلِ
من مليح ذي صفات جُمَـلِ

أخذ الحسن فأضحـى ملكـاً
بين خدام الهـوى والغـزلِ

وجهه الشمس ولكـن عجبـاً
نطقت شمس بلفـظ خضِـل

عجنت طينتـه مـن لبّهـا
واستوت من ضوئها المشتعل

كمنت آجالنـا فـي لحظِـه
فرثـاه بانقضـاء الأجـل

وأذبنـا أنفسـاً فـي قــدّه
إن أحرى ذوبهَا في الأسَـل

يتـراءى بــدلالٍ ثـمـلاً
وتهـادى كغـزال وحِــل

مـذ بـدا مبتسمـاً شابهـه
عِقْدُهُ أو دمعُ صـبٍّ وجِـلِ

يا لعقْـدٍ جوهـريٍّ مشـرق
كحروف من بلـوغ الأمـل

خير ما صنفت في النحو ولا
غَرْو من علم لبيـب رجـل

واقد الفكـرة ثبـات الحجـا
صارم الفطنة زاكي العمـل

فلقد أطلع شمساً مـن سمـا
ءِ الحجا بين أولي الفهم الجلي

ولقد أبرز فكـراً مـن بنـا
ت الحجا ذات سناً متصـل

ولقد أخـرج درّاً مـن بِحـا
رِ الحجا يبهج شخص المقل

فحـواه بكـتـاب فـاخـر
من لباب النحو علم الجمـل

فهو في كل كتـاب مخـرج
معرَبٌ شمسٌ ببرج الحمـل

ومتى أشـرق مـن غرتـه
بكمـال الشـرف المعتـدل

وتوافى قلت فـي تاريخـه
ينسج الطب بلـوغ الأمـل