في حَمِى الرِّبع ضَعوني - ابن شيخان السالمي

في حَمِى الرِّبع ضَعوني
فَصَلت نُـوقُ الظّعـون

حرَكتْ منـي المطايـا
بالنـوى كـلَّ السكـون

ليس يُطفي نارَ شوقـي
بعدهـم مـاءُ عيونـي

إنَّ أحبـابـي لـمَّــا
رحلـوا مـا أنصفونـي

تركـوا قلبـي صريعـاً
وأفاضـوا لـي جفونـي

نكّـروا حبـي ضـلالاً
ومضـوا لا يعرفـونـي

كنتُ للوصـل مضافـاً
ثـمَّ عنهـم حذفـونـي

هكـذا حرمـة مــوُفٍ
ثابـتِ العهـد أمـيـنِ

ذا الوفا في الوصل والهج
ر جميـعـاً يجـدونـي

غـدر النـاس وخانـوا
وأسـاؤا فـي الظنـونِ

في الوفا صرتُ طريحـاً
بيـن أسبـاب المَنـونِ

والوفـا والصـدق قَـلاَّ
في الزمـان الحَيْزبـونِ

فاطـرح النـاسَ فهـم
أهْـل بلايـا وفـتـونِ

وأدرع في الدهر صبـراً
فهـو مثـل المنجنـون

بَـرِّد المـاءَ وزوِّجــه
ببـنـت الـزَرَجــونِ

والعذارَ اخلعْـه وانشـر
فيـه رايـاتِ المجـون

وانظر الزهـرة علـي
اء الهـلال المستبـيـن

مثلمـا تكتـب خـطـا
نقطة مـن فـوق نـون

وابتكـر باللهو فالـشـم
س بدت فـوق القـرون

خلتُ تيمور كساها الـنّ
ور من ضـوء الجبيـن

مـلـك رب المعـالـي
محكـم المجـد رصيـن

ملـك تسمـو مسَاعـي
ه ببـرهـان مـبـيـن

ملـك تهمـي الأيـادي
منـه كالسيـل الهتـون

ملـك أبلـجُ لا يــص
دأ مـن مـرِّ السنـيـن

وهـب المـال مشاعـاً
وهو ذو عِرَض مصـون

يوسـع النـازل مــن
مـلء جِفـانٍ وجُفـون

يَعتريـه عنـد بـذل ال
مـال أمثـال الجنـون

فهو كالقطـر وكالبحـر
وكالـدهـر الكـمـيـن

سيـف مجـد شحذتـه
زُبْـرةً أيـدي القيـون