صدع الحق على رأس علم - ابن شيخان السالمي

صدع الحق على رأس علم
فانجلى الظُلم وشيكاً والظُلَمْ

والفتى في سكرة من جهله
لم يُفق إلا إذا جفّ القَلَمْ

عَظُم الخطب بما كان ولو
خيرُ العاقل لاختار العَدَمْ

كيف يلقى راحةً مَنْ عُمرُه
يتقضَّى بهموم وهِمَمْ

تكثر الدعوى وإن حلَّ القضا
رجع الأمر إلى الفرد الحكمْ

ربما يستدرك الأمر إذا
ظهرت منه أمارات الندَمْ

ليس يدري لذة الصحة من
لم يذق قَبْلُ مراراتِ السَقَمْ

لا يزال الله يرعى خلقه
ما أطاعوه فإن ضلوا انتقمْ

وإذا أمهلهم نقمته
لم يكُ الإِمهال إهمالَ الأُممْ

فعلى المرء مراعاةُ الذي
فيه محض الخير من يوم احتلمْ

يُحمد المرء على فعل الذي
فيه إصلاح وإلا فيذمّ

قل لذي العقل يحسِّنْ سعيه
في الورى فالدهر حرب وسَلَمْ

وإذا أكثر من أهل الصفا
قلل الله عليه ما أهمّ

لكن الناس أولو الأنفة لم
يرهبوا في الخلق إلا مَنْ غشمْ

كلّ إنسان تعدَّى طورَه
ردَّه الدهر إليه فالتزمْ

وإذا عاديتَ من لا قِبَلٌ
لك فيه فتأهّب للنِقمْ

فليحارب من يشأ أقرانَهُ
ولْيَدعْ حرب السَّلاطين القِمَمْ

ولَمنْ كف عن الناس الأذى
كف عنه الناس وانزاح الغِمَمْ

إنما مالُ الفتى عِزَّتُه
لا بخالٍ حين يسمو أو بعَمّ

إنما الخالُ إذا جرَّبته
هو خالٍ وكذاك العمُّ غَمّ