لمطلَعها الوضّاحِ تعنو الخرائدُ - ابن شيخان السالمي

لمطلَعها الوضّاحِ تعنو الخرائدُ"
" فلا عجب ان حسَّدتْها الحواسدُ

تجلَّت فكلّ الكائنات زواهر"
" وجلَّت فكلّ النيرات سواجدُ

أميرة حسن والمِلاحُ جنودها"
" وخُدّامها الألبابُ واللحظ قائدُ

بديعة شكل لم ترَ العين مثلها"
" لها في مقامات الجمال مشاهدُ

بدت آيةً في العالمين كأنها"
" تعجلها قبل الممات المجاهدُ

كساها شباب الدهر من صفو عيشه"
" بروداً فلم تطرق عليها الشدائدُ

إذا نهضت تسعى تَثاقل رِدفُها"
" فما للغريب الخارجيّ مُسَاعِدُ

مليَّةُ لحم الساعدين هضيمة الحَ"
" شَى جيدها من صدرها متصاعدُ

دمالجها غصَّت من الرِيّ واشتكت"
" لزوم الظّما أحشاؤها والقلائدُ

ربيعية الأوصاف دارية الشَذا"
" بديعية الأعطاف لمياءُ ناهدُ

ولله ليل جئتها فيه زائراً"
" وسيفي كلانا في الحقيقة ماجدُ

رأت أسداً لم تَثْنِه سطوةُ العِدا"
" ولا غمراتُ الموت فيما يُراودُ

فما كان منا غيرُ تَعليلِ ساعةٍ"
" وإلا فيَنهانا النُّهى والمَراشدُ

كأنَّ الدجى زنجية ونُجُومَها"
" لآلئ قد نِيطت عليَها فرائدُ

كأنَّ السُّها عين تَغُضّ على قَذىً"
" واخوتها حُور العيون شواهدُ

كأنَّ سهيلاً والكواكب خلفه"
" شجاع أمام الجيش قام يجالدُ

كأنَّ السماك استأسر الليل سمكه"
" فخاض حشاه رمحه المتواردُ

كأنَّ الثريا نسوة قد تجمعت"
" فكلُّ على بثّ الهوى متواجدُ

كأنَّ نسيم الفجر فارة تاجر"
" تغَص الرُّبَى من نشرها والفدافدُ

كأنَّ وضوحَ الفجر في مفرق الدجى"
" مهنَّد تيمور جلَتْه المشاهدُ

هو السيد الشهم الهمام ابن فيصل"
" فيا نعم مولود ويا نعم والدُ

يُسر ويَبكي الدهر منه كأنَّما"
" تقام به سرّاؤه والشدائدُ

له صَولة تفني العِداة ورحمة"
" يعيش بها مَن حَظُّه اليومَ خامدُ

بباب أبيه زحمة لعُفاته"
" فذا صادر عنه وذلك واردُ

فما جاء إلا من لجَدْواه آملٌ"
" ولا سار إلا من لِلُقياه حامدُ

أعدَّ كرام الخيل إِمَّا لزينة"
" وإِمَّا لأمرٍ أوجبته المحامدُ

فمنهنَّ خيل كالغمام سريعة ال"
" مُضّي لها قبل القطاة مواردُ

لعهد المعيصي تنتمي اليوم ريشة"
" لها الوحش والطير العتاق مصائدُ

إذا القَرْم بالصَّمعا على سرجها استوى"
" علمتَ بأن البارق اليوم راعدُ

إذا في حَشى الظلماء خاضت كجمرة"
" فما فَحمات الليل إلا مواقدُ

إذا ما غدت تجري كزورق عسجد"
" ففي الجو بحر إن جرت فيه راكدُ

وريشة مثل الاسم عَجدْواً وإنما"
" سنابكها ترفضُّ منها الجَلامدُ

وريشة حمراء الأديم وظهرها"
" به شعَرات مشرِقات رواكدُ

دراهم بيض فرقت في صحيفة"
" من التبر غارت من حُلاها الفرائدُ

وَنعم كريَّان المبلّغ للمنى"
" إذا فاتت الخيل الجياد المقاصدُ

وَنعم كريَّان إذا هبت الوغى"
" وأعلنت الفرسان أين المطاردُ

كريَّان فيما عندنا فهو أشقر"
" ولكن به من صفرة اللون شاهدُ

كأنَّ إله الخلق صاغ لجسمه"
" من التبر جلداً تجتليه المجاسدُ

ولله هاتيك العُبَيّة إن عدت"
" فما عَدْوها إلا على البحر زائدُ

تعبّ على طول المدى تبلغ القصِّي"
" منه كلمح الطرف والجسم باردُ

كأنَّ دماء الوحش شيبتْ بجلدها"
" وكالتبر صفّاه من الغش ناقدُ

عبيّة شراك تسمَّت وإنهَّا"
" وحيدة حسن حازها اليوم واحدُ

وربدان أمَّا لونه فهو أبيضٌ"
" به نقط حمرٌ رقاق جوامدُ

كأنَّ عليه من دِمَقْسٍ غلالة"
" فَرشَّت عليها من دماها المصائدُ

وربدان ما ربدان إلا ككوكبٍ"
" هوى وله قرن من الجن ماردُ

إذا الراكب استولى على مهد سرجه"
" فقل إنه فوق الفراقد راقدُ

وَرَبدا الامام اليوم قربت المدى"
" تقاصر عنها الأطول المتباعدُ

كذلك حمدانية الأصل سمحة"
" لها شرف سام على الخيل صاعدُ

تباري الرياح الهوج من وثباتها"
" وتقتحم الأهوال والموت رائدُ

إذا ما العصا كلّت وقد كبت السما"
" فليس بها إلا التقحم عائدُ

وربدان أمَّا لونه فهو أبيضٌ"
" به نقط حمرٌ رقاق جوامدُ

كأنَّ عليه من دِمَقْسٍ غلالة"
" فَرشَّت عليها من دماها المصائدُ

وربدان ما ربدان إلا ككوكبٍ"
" هوى وله قرن من الجن ماردُ

إذا الراكب استولى على مهد سرجه"
" فقل إنه فوق الفراقد راقدُ

وَرَبدا الامام اليوم قربت المدى"
" تقاصر عنها الأطول المتباعدُ

كذلك حمدانية الأصل سمحة"
" لها شرف سام على الخيل صاعدُ

تباري الرياح الهوج من وثباتها"
" وتقتحم الأهوال والموت رائدُ

إذا ما العصا كلّت وقد كبت السما"
" فليس بها إلا التقحم عائدُ

إذا ما استقلت في الفلاة تقيدت"
" لها عفوة عقبانها والأوابدُ

فأكرم بهنَّ اليوم خيلاً فإنها"
" كرائِم في جيد الزمان قلائدُ

إذا ركبت فرسانُها صهَواتِهَا"
" ترى إن ما تحت الأسود أساودُ

إذا التحم الجيشان في معرك الوغى"
" فهنَّ للَبَّات الكُماة صواعدُ

إذا هُزَّت البيضُ الصوارمُ والقَنا"
" عليها استراحت لم تَرُعْها الشدائدُ

لقد شَرُفت خُلْقاً وخَلْقاً وشُرِّفت"
" بمن كَثُرت منه إلينا الفوائدُ

ودونكها ميمونة ذات بهجة"
" إذا أنْشَدت دانت إليها القصائدُ

فَهَبْ لِعُبَيْدٍ منك ما هو ذاهب"
" فإِنَّ مديحي في جنابك خالدٌ