سَـــلَّ الــفــؤادَ وانــصــرفْ - ابن شيخان السالمي

سَـــلَّ الــفــؤادَ وانــصــرفْ
ظَـبْـيٌ تـربّــى فــي الـغُــرفْ

واسـتـوقـفــتْــه مـقـلــتــي
سُـوَيْــعَــةً فــمــا وقــــفْ

يــكــاد فــــي صــورتـــه
يــذوب مــن فــرط الــتــرفْ

يــا ذاهــبــاً أَقــبــلْ إلـــيْ
يَ آمـــنـــاً ولا تـــخـــفْ

نـصـبــت ألـحـاظــاً عـلــى
غـصـن حـشـاي فـانـقـصــفْ

لـو شـاء مِـن خــدّك لـحـظــي
لــحــشــايَ لأنــتــصـــفْ

قـطــعــت لـيــلــي فــــي
هــواك بـالأســى وبــالأســفْ

دمـعــي وصـبــري افـتـرقــا
ذاك وفــــى وذا اخــتــلـــفْ

لـلـشـمــس والـبــدر هـــوىً
مـذْ سـمـعـا عـنــك الـظــرفْ

فــهــذه بــهــا اصــفــرار
وبـــذيــــاك كَــــلَــــفْ

ومــــع ذا لــــو أن كُــــلاًّ
قـــــد رآك لأنــكـــســـفْ

يــا لــيِّــن الــقــدَّ وفَـــظّ
الـقـلـب دَعْ عـنــك الـصَـلَــفْ

عـذّبــت صـبّــاً مـسـلِــمــاً
فــــأيَّ ذنــــب اقــتـــرفْ

فــــي أيَّ شــــرع جــــاز
إلـقــاءُ نـفــوس لـلـتــلــفْ

ولــيــلــةٍ ســهــرتــهــا
والـبـدر بـالـسـحـب الـتـحــفْ

كـأنَّــمــا الــبــدر مــتــى
عـن وجـهـه الـغـيـم انـكـشـفْ

جــوهـــرةٌ مــكــنــونــة
قـد أُخـرجــت مــن الـصــدفْ

والـــوقـــت رقَّ وصـــفـــا
والــفــكــر دق ووصـــــفْ

والـبــشــر عــــمَّ ودعــــا
داعــي الــســرور وهــتــفْ

هــل مــن ظـفــار ســيــدي
تـيـمـور بـالـخَـيـر انـعـطـفْ

فــإنــنــي أرى الــمــكــان
بـالــمــســرَّات ارتــجـــفْ

يـــا مــرحــبــاً بــقـــادم
بـه الـهـنـا والـلُّـطــف حــفّْ

ثــغــر الــزمــان بــاســـمٌ
وبــاســطٌ لــلأنــس كــــفّْ

مـن فـضـلـه يـحـيـى الـلَّـهَــا
ووصـلــه يُـغـنــي الـلّـهَــفْ

وهــــو الــــذي إذا أتــــى
أتـــى الــســرور ووكــــفْ

كـــــم ظـــامــــئ أرواه إذ
مـن بـحـر كـفَّـيْــه اغـتــرفْ

فـــلا يـبــالــي إن عَــطــا
ولا يــبــالــي إن عــطـــفْ

فـفـي الـعَـطـا يـشـفـي الـعَـنـا
وفـي الـوغـى يـنـفـى الـعـنـفْ

يــقـــال هــــذا ســــرف
ولـيـس فــي الـخـيــر ســرفْ

حـــاز الــعُــلا تــيــمــور
جَـمْـعـاً خـلـفـا بـعـد سـلــفْ

مــا لــي أرى الـتـيــار فـــي
لـجــتــه قـــد ارتــســـفْ

وكـلــمــا وافـــاه ســلـــط
انٌ تــجـــرأ واعــتــســـفْ

فــهــل دَرى مَـــن فــوقـــه
فــارتــاع مــنــه وأنِــــفْ

لــمــا اســتــوى عـلــيــه
تَـيْـمــور شـقـيـقــه وقـــفْ

ومـــذ أتـــى الــحــدَّ بـــدَا
مــنــه انـتــبــاه وأســــفْ

فـإنــه أضـحــى لــه الـبــح
ر حــســوداً فـــي الــشــرفْ

فـلــم يـــزل مـضـطــربــاً
يـرجــع فـيــه مـــا قـــذفْ

لـلــه نــور الـبـحــر مـــث
ل الــبـــرق لاح فــخــطــفْ

عـانــقــه الــمــوج فــكــم
قـبَّــلــه وكــــم رشــــفْ

فـــعـــادت الــخـــيـــران
خـيــراتٍ لــه ومـكـتَــنــفْ

حـتــى أتــى مـسـقــط فـــي
سَـــلامـــة ومـــزدلَــــفْ

أكـــرم بـتـيــمــور فــتــىً
جـنــى الـســرور واقـتـطــفْ

لــك الـهــنــاء بـالــوصَــا
لِ والــبــقــاء والـــشـــرفْ

يــا لـيـلــة أتـيــت فــهــي
طــرفــة مـــن الــطـــرفْ

آلـــى الــزمــان بـالــوفــا
لـقــد وفــى لـمــا حــلــفْ

قـــد رقــصــت قـلـوبــنــا
والـقـلــب لـلـرقــص أخَـــفّْ

قــد هـزهــا سُـكْــر الـلِـقــا
لـمَّـا بـهَـا الـبـشـر اسـتَـخـفّْ

يــا لـيـلــة بـهــا الـبـشــي
رُ أنـتِ مـن أبـهــى الـتـحــفْ

يــا سـيــدي تـيـمــور هـــا
كــهــا خــريـــدةً تُــــزفّْ

تـتـيــهُ بـالـفـضــل عـلــى
الـعـكــوك فــي أبــي دلـــفْ

عـش فــي نـعـيــم مــا بــه
مــن مـنـتـهــىً ولا طـــرَفْ

ولــم يــزل والــدك الـسّـلــط
ان بَـــدراً فــــي الــسُـــدَفْ

فــكــل ذي مــجــد لــكـــم
بـكـامـل الـفـضــل اعـتــرفْ