هُوَذا الغابُ وَالمَجاري الجَميلَه - الياس أبو شبكة

هُوَذا الغابُ وَالمَجاري الجَميلَه

وَالصُخورُ الأَطوادُ وَالأَدواحُ

هوذا الكوخُ في ظِلالِ الخَميلَه

يَتَلاقى فيهِ الشَذا وَالرِياحُ

هوذا المرجُ وَالمَواشي كَما كا
نَت وَهذا غُدُوُّها وَالرَواحُ

هوذا الدَلبُ وَالغصونُ الخِفافُ

حابِكاتٌ خِيامَها لِلضُّيوف

هوذا الظلُّ ظِلُّها المِضيافُ

كَرداءٍ مُلقى بِشَكلٍ لَطيفِ

بَينَ طَيّاتِهِ وَعن جانِبَيهِ

يَهرُبُ الماءُ بِاِرتِعاشٍ خَفيفِ

هوذا النَحلُ خارِجاً من قَفيرِه

يَرتَدي الشَمسَ حُلَّةً مِن بَريقِ

سَكب الغابُ في أَغاني طُيورِه

نَغمَةً من طَنينِهِ الموسيقي

هيَ هذي مَشاهِدُ الأَمسِ لكِن

أَينَ زهوي وَأَينَ قَلبي الحِقيقي

زُرتُ نَهرَ الصَليبِ أَمسِ لِأَسمَع

كَيفَ يَنسابُ ماؤُهُ الكَوثَرِيُّ

فَرَآني صَفصافُه فَتَقَنَّع

بِضَبابٍ كَأَن وَجهي نَعيُّ

قُلتُ لِلقَلبِ يا شَقِيُّ فَرَجَّع

شاطىءُ النَهرِ هاتِفاً يا شَقِيُّ