الصَيفُ يا لَيلُ طار - الياس أبو شبكة

الصَيفُ يا لَيلُ طار
فَاِرفق بِأَشواقي

وَاِسلَخ فُضولَ النَهار
مِن بَعضِهِ الباقي

ما العُمرُ إِلّا
لَيلٌ وَبَدرُ

إِذا تَوَلّى
تَلاهُ ذِكرُ

مِلءُ السِنين
لِلعاشِقين

يا لَيلُ ما في الحُقول
حَيٌّ سِوى البَدرِ

لَيتَ اللَيالي تَطول
لِآخرِ العُمرِ

ولَيتَ كوبي
يا لَيلُ يَبقى

أَسقي حَبيبي
مِنهُ وَأُسقى

ذاكَ الرَحيق
وَلا نُفيق

وَالغابُ صَدرٌ حَنون
غامَت عَلَيهِ الحَلَم

سَكرانَةً وَالسُكون
حُلوُ الشَذا وَالنَغَم

وَلِلنَّسيم
وَلِلقَمَر

يَدُ الكَريم
عَلى الشَجَر

وَلِلحَفيف
همسٌ لَطيف

وَالنورُ أَشهى قُبَل
تَلُفُّها الأَسرار

وَفي السَماءِ الجَبَل
لَحنٌ بَعيدُ القَرار

يا لَيلُ دَعنا
نَنسَ الزَمان

كَما عَشِقنا
فَالعُمرُ كَأسٌ وَعاشِقان