يَا مَنْ شَهَدْنَا أَنَّهُ كَاتِبٌ - خليل مطران

يَا مَنْ شَهَدْنَا أَنَّهُ كَاتِبٌ
لَهُ المَكَانُ الأَدَبِيُّ الرَّفِيعْ

لَمْ تَقْرِضِ الشَّعْرِ قَدِيماً فَهَلْ
وَاتَاكَ عَفْواً سَهْلُهُ وَالَمنِيعْ

أَعْجَبْ بِمَا أَوْحَى إِلَيْكَ الْهَوَى
مِنْ نَغَمٍ مُشْبَحٍ وَبَثٍّ وَجِيعْ

سَجْعُكَ لمْ يُلْهَمْ أَفَانِينَهُ
صَادِحُ أَيْكٍ فِي وَدَاعِ الرَّبِيعْ

كَانَتْ رَبِيعاً لَكَ تِلْكَ الَّتِي
تَبْكِي نَوَاهَا بِحَرَارِ الدُّمُوعْ

كَيْفُ عَفَت أَزْهَارُهَا وَانْقَضَتْ
سَعَادَةُ الشَّمْلِ الهَنِيءِ الجَميعْ

مِنْ طِيبِ رَيَّاها وَمِنْ حُسْنِهَا
لَمْ يَبْقَ إلاَّ ذِكْرَيَاتٌ تَضُوعْ

لِلهِ إبْدَاعُكَ فِي وَصْفِهَا
تَصُوغُهُ صَوْغَ الصَّائغِ الضَّليعْ

خَلَّدْتَ بِالشَّعْرِ لَهَا صُورَةً
مِنَ الطِّرَازِ العَبْقرِيِّ البَدِيعْ