مِزَاجٌ رَقِيقٌ وَجِسْمٌ نَحِيفْ - خليل مطران

مِزَاجٌ رَقِيقٌ وَجِسْمٌ نَحِيفْ
وَقَلْبٌ رَفِيقٌ وَظِلٌّ خَفِيفْ

وَلفْظٌ لَعُوبٌ وَلَحْظٌ وَثُوبٌ
وَعَقْلٌ رَصِينٌ وَرَأْيٌ حَصِيفْ

كَذَاكِ خُلِقْتِ فَكُنْتِ كَمَا
يَشَاءُ الصِّبَا وَالضَّمِيرُ العَفِيفْ

وَلَمْ تَرْتَضِي الحُسْنَ إِلاَّ الصَّحِيحَ
وَلاَ الطَّبْعَ إِلاَّ الأَنِيسَ الأَلِيفْ

وَليْلَةِ بَدْرٍ صَفَا جَوُّهَا
وَبَاحَ بِسِرِّ السُّكُونِ الحَفِيفْ

وَأَلْقَتْ بِسَمْعٍ ظِلاَلُ الريَا
ضِ لِنَجْوَى قُلوبٍ بِهِنَّ تُطِيفْ

وَصَبَّ عَلَى النيلِ شِبْهَ السُّيُو
لِ مُنِيرُ الدُّجَى مِنْ سَنَاهُ الضَّعِيفْ

فَموَّجْنَهُ ثُمَّ ضَاحَكْنَهُ
وَجَارَيْنَهُ فِي دِعَابٍ لَطِيفْ

رَأَيْتُكِ خَلاَّبَةً لِلْعُقُو
لِ فِي مُتَجَلى سَنِيٍّ مُنِيفْ

مُنىً وَمَعَانٍ أَبَى الحُسْنُ أَنْ
تُرَى فِي مِثَالِ التُّرَابِ الكَثِيفْ

فَخَيَّلَهَا البَدْرُ رُوحاً بَدَتْ
عَلَى البُعْدِ فِي حُلَّةٍ مِنْ شُفُوفْ

تَلُوحُ وَتَخْفي كَأَنَّ الأَشِعَّة
آناً مَرَاءٍ وَآناً سُجُوفْ

فَيُلْقِي شُعَاعٌ عَلَيْهَا نَصِيفاً
وَيَنْزِعُ آخرُ عَنْهَا النَّصِيفْ