ذهب السرور وولت الأعياد - أحمد محرم

ذهب السرور وولت الأعياد
فالعيش هم والحياة حداد

طف بالمشارق والمغارب هل ترى
دعة ٌ ترام وغبطة ترتاد

في كل ممسى ليلة ٍ وصبيحة ٍ
ينهاص شعبٌ أو تطيح بلاد

الناس حزنٌ دائمٌ وشكاية ٌ
والأرض شر شاملٌ وفساد

أودى بأعراس الممالك مأتمٌ
طاحت له المهجات والأكباد

تنفزع الأجيال من أهواله
وتضج من صعقاته الآباد

كيف القرار وما تزال تروعنا
نوبٌ تهد الراسيات شداد

ما بالنا نبغي الحياة شهية ً
فنرد عن ساحاتها ونذاد

ومتى أرى أمم البسيطة أخوة ً
كرماء لا إحنٌ ولا أحقاد

رحماء لا حربٌ تشب ولا دمٌ
يجري ولا ظلم ولا استعباد

شعب يزول وأمة ٌ يعتادها
من رائع الحدثان ما يعتاد

أو كلما طارت بتاجٍ نزوة ٌ
نزت السيوف وطارت الأجناد

أفتلك أنعام تساق جموعها
للنحر أم بين الجنوب جماد

يا رب إنك في سمائك ناظرٌ
ما يصنع الذباح والجلاد

رحماك يا رب الممالك إنها
أممٌ تساق إلى الردى وتقاد

أدرك عبادك إنهم إن يتركوا
ذهبوا كما ذهبت ثمود وعاد

أجزيتهم سوء العذاب بظلمهم
أم ذاك شيءٌ بالشعوب يراد

عصفت أعاصير الوغى فتطايرت
شم الحصون وزالت الأطواد

قدر أتيح ونكبة ٌ ما لامرئً
في الدهر منها موئلٌ ومصاد

تمضي الفيالق والمنايا تارة ً
تطأ الصعيد وتارة ً تنطاد

تمشي بإنجيل السلام وعندها
أن السلام تناحر وجلاد

ويقول قومٌ تلك آية ملكنا
تملى وتكتب كلها وتزاد

كتبت بأيدي الفاتحين بداءة ً
وبنا يجدد عهدها ويعاد

مهج الثكالى الوالهات صحيفة ٌ
ودم الكماة الهالكين مداد

تلك الحضارة لا حكومة معشرٍ
ملكوا بعدلهم الرقاب وسادوا

ساسوا فلا صلفٌ ولا جبرية ٌ
ورعوا فلا خسفٌ ولا استبداد

رفعوا على هام القياصر ملكهم
والعدل ركن قائمٌ وعماد

درجوا فلم تصف الحياة ولم تزل
تشقى بناقع سمها الوراد

غالت سلام العالمين جوائحٌ
ما للنفوس ولا لهن نفاد

فمتى تثوب إلى السيوف حلومها
ويكف غي المرعدات رشاد

عامان ما عطف الممالك فيهما
حب ولا جمع الشعوب وداد

حرب نريد لها الخمول وقد أبى
صلفٌ يشب ضرامها وعناد

الصلح أجمل والجنود أعزة ٌ
والسلم أفضل والسيوف حداد

يا عيد أسعد ذا الهموم إذا اشتكى
إن الحزين يعينه الإسعاد

وعد العليل مؤاسياً ومعللاً
إن العليل تريحه العواد

وانه اليتيم عن البكى مترفقاً
إن اليتيم تهيجه الأعياد

عز الفقير وعده موفور الغنى
إن الذي يهب الغنى لجواد

ضمد جراحات القلوب فربما
نفع القلوب الداميات ضماد

طف بالرقاد على سهارى أعينٍ
ألوى بنضرتها أسى ً وسهاد

لا يجزع العاني فكل زائلٌ
ولكل دولة معشرٍ ميعاد