يا لكَ منْ ذي أدبٍ ! أطلعتْ - محمود سامي البارودي

يا لكَ منْ ذي أدبٍ ! أطلعتْ
فِكْرَتُهُ ثَاقِبَة َ الأَنْجُمِ

حَازَ مَدًى قَصَّرَ عَنْ شَأْوهِ
كُلُّ أَخِي سَابقَة ٍ مِرْجَمِ

فهوَ إذا قالَ علاَ ، أوْ جرى
بَرَّزَ، أَوْ نَاضَلَ لَمْ يُحْجِمِ

ذو فكرة ٍ فاضتْ بما أودعتْ
مِنْ حِكْمَة ٍ، كَالْعَارِضِ الْمُثْجِمِ

ذَاكَ فَتًى ، نَبْعَتُهُ لَمْ تَلِنْ
لِعَاجِمٍ مِنْ خَوَرِ الْمَعْجَمِ

ألفاظهُ تعزى إلى " يعرب "
وَفِكْرُهُ مُقْتَبَسٌ مِنْ «جَمِ»

لمْ ينظمِ الحوسيَّ عجباً بهِ
وَ لمْ يسمَّ الوردَ بالحوجمِ

لكنهُ رازَ الحجا ، فاكتفى
بواضحِ القولِ عنِ المعجمِ

دَانَ لَهُ بِالْفَضْلِ عَنْ خِبْرَة ٍ
كلُّ فصيحِ القولِ ، أوْ أعجمِ

دلَّ على معدنهِ فضلهُ
دلالة َ التبرِ على المنجمِ