وَرَوْعاءِ الْمَسَامِعِ ما تَمَطّتْ - محمود سامي البارودي

وَرَوْعاءِ الْمَسَامِعِ ما تَمَطّتْ
بِحَمْلٍ بَيْنَ سَائِمة ٍ مَخَاضِ

خَرَجْتُ بِها عَلَى الْبَيْدَاءِ وَهْناً
خُرُوجَ اللَّيْثِ مِنْ سَدَفِ الْغِياضِ

تُقَلّبُ أَيْدياً مُتَسَابِقاتٍ
إِلى الْغَايات كَالّنْبِل الْمَواضى

مَدَدتُ زِماَمَها والصُبْحُ بَادٍ
فَمَا كَفْكَفْتُهَا وَاللَّيْلُ غَاضِي

فَمَا بَلَغَتْ مَغِيبَ الشّمس حَتّى
أَضَافَتْ آتِياً مِنْهُ بِمَاضِي

أَحَالَ السّيْرُجرّتها رَمَاداً
فَراحَتْ وَهْيَ خَاوِيَة ُ الْوِفَاضِ

وَمَا كانتْ لِتسْأَمَ ، غيْرَ أَنى
رَمَيْتُ بِها اعْتِزامِي واعْتِراضِي

هَتَكْتُ بِها سُتُورَ اللَّيْلِ حَتَّى
خَرَجْتُ مِنَ السَّوادِ إِلَى الْبَياضِ