نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ - مصطفى صادق الرافعي

نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ
وقصارى إبائهنَّ الرِّضاءُ

وذواتُ الهوى يصلنَ ولكنْ
من حقوقِ الوصالِ هذا الجفاءُ

فتأبِّي وإنما لذّةُ الحبِّ
إذا كانَ في الحبيبِ إباءُ

ما يشينُ الوصالَ أن التجافي
في حواشيهِ نقطةٌ سوداءُ

وإذا الخالُ كانَ في الخدِّ حسناً
فتمامُ الملاحةِ الخُيلاءُ

غضبٌ بعدهُ الرضا وكلما مرّ
مذاقُ السقامِ يحلو الشفاءُ

إنَّ في الحسنِ للحسانِ لعذرا
فاسلبوا المالَ يسمح البخلاءُ

أوَ لا يُعذر الجمالُ إذ ما
نظرتْ في مرآتِها الحسناءُ

سائليها يا ربَّةَ الحلي عني
ألداءِ الفؤادِ منها دواءُ

واذكري أننا على اليأسِ نرجو
ومن اليأسِ قد يكونُ الرجاءُ

أو ليسَ السماءُ يأتي عليها
كل يومٍ صبحٌ ويأتي مساءُ

وضياء النهار فيها ابتسامٌ
وظلام المساء فيها بكاء