ولو تراني وقد ظَفرتُ به - أبو الحسن الجرجاني

ولو تراني وقد ظَفرتُ به
ليلاً وسترُ الظَّلام مُنسدِلُ

وللكَرىَ في الجفونِ داعيةٌ
وقد حَدَاها حادٍ له عَجِلُ

وحَوِصَت أعينُ الوُشاةِ كما
جَمَّشَ مَعشُوقَه الفتى الغَزلُ

فذاك مُغفٍ وذاك مُختَلط
يَهذي وهذا كأنه ثَمِلُ

وقلت يا سيدي بَدَا عَلَمُ الصب
ح وكاد الظلامُ يَرتحلُ

ثم انثنى يَبتَغي وُسادي إذ
أيقنَ أنَّ الوُشاةَ قد غَفَلُوا

فبات يشكو وبِتُّ أعذرُهُ
وليس إلا العتابُ والِعلَلُ

لَخلتَنَا ثمّةَ شَعبتي غُصُنٍ
يَومَ صباً نَلتَوي ونَعتَدِلُ

يا طِيبَهَا ليلةً نَعِمتُ بها
غرَّاء أدنى نَعِيمِها القُبَلُ