أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي - عبد الجبار بن حمديس

أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
حرباً وكانت قبل ذا سَلْمى

كانت بهجري غيرَ عالمة ٍ
فَهَدَيْتِها منه إلى علمِ

هذا وفاقٌ عن مخَالفَة ٍ
كالزيرِ تُصْلِحُهُ على البمّ

خودٌ تلقّنُ تِرْبَها حُججاً
كالبنتِ مُصْغِيَة ً إلى الأمِ

والغادتانِ تفيضُ بينهما
خُدعُ الهوى وقطيعة ُ الحلمِ

إنّ النواعمَ في العتاب لها
غَرَضٌ إليه جميعها ترْمي

لو قدْ وقفتِ على ضنى جسدي
لوقفتِ باكية ً على رسمِ

ورأيتِ أضداداً أذوبُ بها:
حُرقاً تُشبّ، وأدمعاً تهمي

وبنفسيَ الخودُ التي برئَتْ
في قتلها نفسي من الاثم

لمياءُ تبسمُ عن مؤشَّرَة ٍ
تجلو الظلامَ ببارقِ الظَّلمِ

وتخوضُ من سَفَهِ الصِّبا مُلَحاً
فتحلّ منك معاقدَ الحِلْم

مرّتْ تميس فقلتُ: هل سكرَتْ
من ريقها بسُلافة ِ الكرْم

كَمُنَعَّمِ الأطرافِ، بَلّلَهُ
شرقُ النسيم بريقهِ الوسمي