أبوالعلاء المعري

الاسم -
بنْتُ عن الدنيا، ولا بنتَ لي فصحى
إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ فصحى
لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا، فصحى
أصاحِ! إذا ما أتاكَ القَضاءُ، فصحى
إذا وهبَ اللَّهُ لي نِعْمَةً، فصحى
لعلّ نجومَ الليلِ تُعمِلُ فِكرَها فصحى
حَيرانُ أنتَ فأيَّ النّاسِ تَتّبِعُ؛ فصحى
لو صحّ ما قالَ رَسطاليسُ، من قِدَمٍ، فصحى
ما كانَ في هذه الدّنيا بَنو زَمَنٍ، فصحى
الحرصُ في كلّ الأفانين يَصِمْ؛ فصحى
عفْوُكَ للعالَم لا تُخلِيَنْ فصحى
غَسَلَ المَليكُ بلادَهُ، من أهلِها، فصحى
لا ترقُدُوا فوقَ الرّحالِ، فإنّما فصحى
إذا ما رأيتم عُصبَةً هَجَريّةً، فصحى
الدّهْرُ كالرَّبْعِ، لم يَعلمْ بحالتهِ، فصحى
الصمتُ أولى، وما رِجْلٌ مُمَنَّعَةٌ، فصحى
رُوَيدَكِ يا سَحابةُ لا تجودي، فصحى
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ، فصحى
لعَمري! لخَيرُ الذُّخرِ، في كلّ شِدّةٍ، فصحى
لفَعالِكَ المذموم ريحُ حوابِسٍ، فصحى
إذا ما استَهَلّ الطّفلُ قالَ وُلاتُهُ، فصحى
إنّ اليَهوديّ خلّى جَهلُهُ امرأةً، فصحى
بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ، فصحى
تَزَوّجتَها، وهيَ، فيما تظُنُّ فصحى
عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى، فصحى