دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى - ابن حيوس

دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى
كيلاَ يدعْ في فضيلة ٍ طمعا

قدْ عجزَ الوهمُ في طريقكَ أنْ
تَسْعى وَضَاقَ الزَّمَانُ أَنْ يَسَعا

فاعترفَ الناسُ طائعينَ وَلوْ
دُوفِعَ ضَوْءُ الصَّباحِ مَا أنْدَفَعَا

فالأمنُ وَالعدلُ يا مفيضهما
على جَمِيعِ الأَنَامِ قَدْ جُمِعا

بَيْنَ دِمَاءٍ أَرَقْتَها طَلَبَ الأَجْـ
ـرِ وَأُخْرى حَقَنْتَها وَرَعا

وَباطلٍ ظلَّ في زمانكَ مدْ
حوضاُ وَحقًّ بحكمكَ ارتجعا

فضائلٌ في البلادِ قدْ شهرتْ
حَتّى اسْتَوى مَنْ رَأَى وَمَنْ سَمِعا

ذُدْتَ خُطُوباً لَوْ أَنَّها نَزَلَتْ
يَوْمَاً بِطَوْدٍ أَشَمَّ لآنْصَدَعا

فَآَمَنَ الخَائِفِينَ خَوْفُ سُطى ً
بها ردعتَ الزمانَ فارتدعا

زممتهُ زمكَ العنودَ وَلوْ
مكنتهُ منْ زمامهِ رتعا

حتى انبرى خاضعاً وَلاَ عجبٌ
أَيُّ عَظِيمٍ لَدَيْكَ ما خَضَعا

وَأيُّ أرضٍ حميتَ فابتذلتْ
وَأَيُّ شَيْءٍ أَرَدْتَ فَکمْتَنَعا

وَأيُّ جانٍ لجَّ العثارُ بهِ
فَلَمْ يَقُلْ صَفْحُكَ الجَمِيلُ لَعا

يا منْ ملوكُ الزمان قاطبة ً
قدْ أصبحوا حولَ قصرهِ دفعا

لَمْ يَجِدِ الرَّاغِبُونَ مُنْفَسَحاً
عنكَ وَلاَ الراهبونَ مندفعا

فشاعَ في سائرِ القبائلِ إنـ
ـعامكَ حتى ارتبطتها شيعا

وَاتخذتْ في جنانِ جودكَ مصطافاً وَمشتى ً لها وَمرتبعا
ـطَافاً وَمَشْتى ً لَها وَمُرْتَبَعا

إنَّ أميرَ الجيوشِ منْ فرعَ المجـ
ـدَ فَأَضْحى عَلَيْهِ مُطَّلِعا

قضى بحكمِ الكتابِ متبعا
وَأَظْهَرَ المُعْجِزَاتِ مُبْتَدِعا

إِنْ شَفَعَ الحاضِرونَ حَضْرَتَهُ
أَوْ أَجْزَلَ البَذْلَ بِالنَّدى شَفَعا