إِن تَرُم مجداً وَفَخرا - الياس أبو شبكة

إِن تَرُم مجداً وَفَخرا
وَاِقتِداراً مُستَمِرّا

وَإِذا ما شِئتَ تَحيا
مُطلقَ الأَجنُحِ حُرّا

فَوقَ أَطباقِ الأَثيرِ

جَنبَ أَبراجِ البدورِ

وَعَلى مَرأى الضَميرِ

إِبنِ لِلنَّفسِ مقرّا

إِتبَعيني يا فَتاتي
وَاِبخلي بِالعبراتِ

فَمراراً قَد بَكينا
تَحتَ أَقدامِ الحَياةِ

إِنَّ مِن دَمعِ العَذارى

مَلكُ الطهر اِستعارا

فَحَرامٌ أَن يُوارى

في تُرابِ الكائِناتِ

نَحنُ في عُمرِ الشَبابِ
نَحنُ في عَهدِ التَصابي

وَأَرى آمالَ قَلبي
تَتَلاشى كَالضَبابِ

إِتبَعيني إِتبَعيني

فَدُموعي وَجُفوني

شَيَّدَت قَصرَ السُكونِ

فَوقَ أَطباقِ السحابِ

مُذ رَأى الناسُ هُزالي
وَجُمودي المُتَوالي

ضَحِكوا مِنّي وَقالوا
هُوَ يَحيا في الخَيال

لَو دَروا مَعنى نَشيدي

لَرَأوني اِبنَ الخلودِ

وَرَأوا جِسمَ الوجودِ

يَتَمَشّى لِلزَوالِ

إِتبَعني إِتبَعني

فَدُموعي وَجُفوني

شَيَّدَت قَصرَ السُكونِ

فَوقَ أَطباقِ السَحابِ