مناديل الشباب - طلعت سفر

يا من ينام بصحوتي... جفناكِ
ما غازل الكلماتِ... مثلُ هواكِ!
رقصَتْ مناديلُ الشباب... صبابةً
مذ أشرعتْ بابَ الهوى عيناكِ
هذي السطور العاشقات تمرّغت
أحضانُها بالطيب... من ريّاك
أنا مذ خطرتِ على جراح قصائدي
"أيقنتُ أني... لن أحب سواك"
كحّلتِ أجفان الكلام... وطرّزت
أعطافَه بندى الحنين رؤاك
ذكراكِ... تفتح للربيع نوافذاً
وتهزّ قيثار المنى نجواك
مُدّي جسور الأمنيات... لعلني
أجتاز يأسي كله... بمناك
وتلّفتي صوبي... لعل مراكبي
تهدا... ويرسو العمر في ميناك
لا تنتهي إلا إليك... توددّاً
كل الجهات... وتهتدي بشذاك
بُحّت خلاخيلُ انتظارك... وارتمت
كل الوعود... على تخوم جفاك
تبكيكِ أجفان الغياب... ولم تزل
تستشرف الأيام كي تلقاك
لي موعد... فوق الظنون كتبته
فمتى تدير يقينَهُ... نعماك؟!
أنسى على وهم اللقاء مواجعي
وأُعمِّر الدنيا.. بظل رضاك
أبني قصور النعميات على مدى
حرفِ.. إذا نطقَتْ به شفتاكِ
أنتِ التي تقوى على ردّ الأسى
يا من يعاتبها الزمانُ الباكي!
أطلقتُ أحلامي نوارسَ لهفة
حتى تعانقها بحارُ سناك
لو شئتِ زيّنْتِ الحياة.. وأشعلتْ
كلَّ النجوم المطفآت... يداك
أغدو بأجنحة الفراشة.. لابساً
بين الزهور حنينَها للقاك
وعلى ابتساماتٍ أسافر.. تاركاً
في كل أفق ملعباً لهواك
همساتكِ العبقاتُ... زورقُ نشوةٍ
تُعْلي شراع مسيره... كفّاك
لا تعجلي إما مررتِ.... فإننا
نتنسّم الأطياب من رؤياك
ودروب حارتنا.. تصفّق لهفةً
كي يستحمّ ترابها بخطاك
أشعلتِ صدرَ الياسمينة غيرة
لما خطرتِ شفيفةً كملاك
تحبو كعاشقةٍ... على جدرانها
وتمد شوق غصونها.. لتراك
لو كان لي أطلقتُ مُهْرَ تكتُّمي
حتى أُريحَ متيماً.. بهواك
أنهلّ مشتعلاً بذكرك مثلما
بالطيب.. يشتعل الربيعُ الذاكي
كل الأماكن ترتديك.. كأنما
لم يبق في جنباتها.. إلاكِ
أحلى الندامى السهدُ في غسق الدجى
تلقيه فوق مخدتي.. ذكراك
مازال وجهُكِ يستبيح وسائدي
ويزيح أجنحةَ الكرى خداك
ما أزهرت عندي المنى لو لم يكن
زرع الهوى عينيكِ في شباكي
سرق الهوى من ناظريكِ بريقهُ
لولاكِ... ما كان الهوى لولاكِ
*
1- 9-2001