وداع - طلعت سفر

عصف البينُ.. فالشفاه حيارى
مطفآت البريق.. والأنداء
يختبي الحب موجع القلب فيها
ويداري شذاه في استحياء
تتلوى بها الصبابات سكرى
بسلافات.. غربة.. وشقاء
يسكن اليأس في مجامرها الرُّمْدِ
وتنأى حمائمُ النّعماء...
قام بيني وبينهنَّ جدارٌ
شيّدتْهُ نواظرُ الرقباء
أي همس؟‍!
وقد تدلّتْ حبال
من شبابيك أعين حمراء
أي نجوى؟!
وقد تدحرج صمتٌ
أشعل الخوف ناره في العراء
وصواري مراكب الهجر لاحت
في بحار أضحت بلا ميناء
كنتُ أُُصغي بغير سمع ويهوي
في بحيرات صمتها إصغائي
يترامى بنا الوداع حزيناً
بين بحر النوى.. وشط الرجاء
عصرتنا يداه ثوب دموعٍ
ومناديل لهفة.. حمراء..
تتهادى بنا مزاميرُ يأسٍ
وترانيم لوعة خرساء
والعيون الظِّماء للحب تتلو
في خشوع دفاتراً من بكاء
وافترقنا على مصابيح وجد
أشعلتها دفاتراً من بكاء
فارق الصحو أعيني كنهارٍ
ودعته أواخر الأضواء
ليس أحلى من اللقاء.. وأقسى..
من وداعٍ يكون بعد لقاء
كل شيءٍ يجري إلى منتهاهُ
ليستُ أهوى نهاية الأشياء
*
18/6/1998