موعد - طلعت سفر

لكِ الليلُ...‏
حتَّى يفيق النهارُ....‏
ويفتحَ عينيه في الشُرفاتْ‏
تفيض به تمتمات الضياء....‏
وتنثر أفراحَها الربواتْ‏
وأنتِ...‏
على مدِّ أُغنيةٍ‏
ونَهْدَةِ قلبٍ... ومرمى شكاة‏
أطرتِ نوارسَ قلبي الملولِ...‏
وعمّرتِ بالحب... روحاً مواتْ‏
وأشعلتِ فيَّ رمادَ التمنّي‏
وأغرقتِ‏
كأسَ الهوى صَبَوات‏
ألا تسمعين أنينَ انتظاري...‏
وصرخةَ سهديَ‏
في الظُّلُمات؟!‏
يمدُّ غيابكِ... جسرَ ضياعي‏
وتنزف وحشتَها العَبراتْ‏
كأنكِ...‏
أوقدتِ في أضلعي‏
حريقاً... وأوصدتِ بابَ النجاة‏
يغيم الزمانُ....‏
بدمع السؤال...‏
وتلتحف الأرضُ بالطرقاتْ‏
وتكبو...‏
على شفتيَّ الحروف‏
وتلبس أوجاعَها الكلماتْ‏
هو الصمتُ... يرفع راياته‏
وتعلن أعراسَها الخفَقاتْ‏
أُدلّل دمعاً...‏
سكنتِ به‏
وأتلو هواكِ بقلبي صلاةْ‏
وما زال قلبكِ...‏
مثل الوليد‏
ولم يَحْبُ صوبَ الهوى... خُطُواتْ‏
كأنكِ...‏
لم تعشقي مرةً‏
ولم تعرفي الشوق مثل البناتْ‏
ولم تشربي من جرار الأسى‏
ومن سحَر الليل كالعاشقاتْ‏
نذرتِ...‏
مواعيدنا للدموع‏
وقرَّحتِ أيامنا بالشَّتاتْ‏
إذا لبس الحبُّ أنفاسَنا‏
وزرَّر بالشوق كلَّ الجهاتْ‏
وعلَّقنا السهدُ من لوعة‏
شموعاً...‏
على أسقف الأُمسياتْ‏
وهزَّ شبابيكَ حرماننا‏
صهيل المدامع... والأُمنياتْ‏
تركنا‏
لأوهامنا شاطئاً‏
تؤمّ مرافئه النائياتْ‏
تعاليْ...‏
إلى موعد مترَعٍ‏
بخمر الأحاديث... والذكرياتْ‏
يلمُّ...‏
بقايا مساءاتنا‏
ويكحلُ أجفانَها بالحياة‏
ثوانٍ...‏
بها يستحمُّ الزمانُ‏
وتصحو المواويل والأُغنيات‏
يفيض عليَّ‏
ربيعُ الجمال‏
فتورق أحلاميَ النائمات‏
وأنثر...‏
وردَ صباباتها‏
على صفحة البَوْح... والقُبلاتْ‏
أُباعد...‏
عن مقلتيكِ الحياءَ...‏
وأذرو جدائلَكِ الخائفاتْ‏
يكاد‏
يغطّي وجيبُ الضلوع‏
رنينَ أساوركِ اللاهياتْ‏
تصفق...‏
أقراطكِ الهامسات‏
على وقعِ أنفاسكِ العَطِراتْ‏
تُهجِّي يدانا...‏
كتابَ الهوى‏
إذا ما عَصَتنا حروفُ اللغات‏
وأملأُ‏
من أنجمٍ سلّتي‏
وتطفر فوق شفاهي الهباتْ‏
*
معدّلة في كانون ثاني 2003‏