أحاديث صيـف - باكزه أمين خاكي

" وجاء الشتاء وفرقنا.. و أقفر الشاطئ العابث وطوته أعاصير الرياح"
*
عودي فقد زدتنى شوقاً وتحناناً
فليس في الكون إلا الحب يرعانا
عودي عروس الهوى فالصحب في بلد
غير الذي نهواه مذ كنت وإيانا
عودي فذا الشط ناداك معذبتي
عسى تردد في ذكـراك ذكرانا
عودي وغنى نشيد الفجر وابتسمي
هل تذكرين نشيد الحب مذ كانا
عودي فقد شيد القمر أيكتـه
واختـار للعـش نسـرينا وريحانا
عودي فذا الشاطئ المهجور منتظرُ
همساً وشدواً وأنفاساً وتحنانـا
عودي فقد نهنهت ذكراك عاطفتي
وأيقظت في حنايا الصدر أشجانا
عودي ألي فقد أبعدت في السفر
أم أنت تبغينه صـداً وهجرانـا
إن كان طبعك في نكران صحبتنـا
إني كما زلت استمحيك غفرانا
عودي إلىّ خـريرُ الماء يسمعني
من غنوة الحب أنغاماً وألحانـا
عودي إلي شعـاع البدر يلهمني
في الوصل عزماً وفى لقياك إيمانا
عانى فؤادي من نـيران لوعتـه
ما كنت تقسين لو عانيت ما عانـا
. . . . . . . .
يا ساحلاً .. بت أقضي الليل ساهرةً
أسائل الـموج هل يدرى بنجوانـا
وبت أروى كما تروين من قصص
عن أمسيات خلت ..يقضى لترعانا
هـل تذكرين أحاديثاً له شجنـاً
والموج يلثمنـا والرمـل يلقانـا
ردى إلي نعيم الأمس وا لهفـى
ما كان أحلاك لو أسعدت دنيانـا
ناديت طيفكم والقلب مضطرب
إذ خلت طيفكم صحبـاً وخلانـا
فض الصحاب ولم يبقى سوى حلمٌ
من أمسنا الحلو نـهواه ويهوانـا
فالصيـف يجمعنا في حر نسمةٍ
والبـرد يبعدنـا يا ليت ما كان
. . . . . . . .
1965