غـداً نلتقى - باكزه أمين خاكي

"فى محطة القطار.. وكان فى وداعها فقال: غداً نلتقى ..
وجاء الغد وبعد الغد ومر عام ولم يلتقيا.. إلى روح أبى أمين خاكى "
*
أأختاه نادى " غـداً نلتقـى"
بهـذا المكـان
ومــر الزمان
ولم يبقى إلا بقايا أنين ... ودمع سخين
وقلـب يقـاوم مُـر السنيـن
وفيه حنيـن ... إلى المـوعـد
. . . . . . . .
هنـاك وبين ضجيج الحيـاة
وأشبـاح طيف مخيـف رؤاه
احـدث هـذا وأسـأل ذاك
أفتش عنـك عسى أن أراك
أنـادى لعلـىّ ألقى نـداك
بقلـب كلـوم....
وروح تفيـض بشتى الهمـوم
. . . . . . . .
وفى القفر وحدي أديـر العيون
ويبكى الفؤاد بدمـع هتـون
وصوت الرياح يشق السكـون
أهذا العتـاب.. لم في التـراب
فهيهات ..هيهات هم يسمعون
. . . . . . . .
أرحماك ( بابا ) فهـذا الغـدُ
فأين اللقـاءُ ... هنا الموعـد
فيعلـو النـداء .. ويخبـو الرجاء
لقد فات منك اللقـاء السعيد
وسـار أبوك بعيـداً بعيـد
. . . . . . . .
وفى ظلمـة القبر يا والدي
أراك هنـالك في الموعـد
وأترك دنيـا تحب الشقـاق
وتهوى النفـاق
. . . . . . . .
فنــم في عـلاك ...
و أني مازلـت أهوى لقـاك
وأبقـى اردد دومـاً نـداك
" غـداً نلتقـى"
*
بغداد 1953 (1)