فصولٌ مُهاجرة - سامي العامري

عليٌّ تشظّى واختفى ابنُ سُمَيَّةٍ
وعُذِّبَ داودٌ وأُعدِمَ ساطعُ

أولئكَ أصحابي فَجِئْني بمثلِهم
إذا جمعَتْنا ياعراقُ المَجامعُ !

*****

ترحَّلْتُ عن بغدادَ فارتابَ أهلُها
بأني سألهو ثُمَّ كم غائبٍ لاهي !

لقد كنتُ في بغدادَ والشوقُ هَزَّةٌ
لدجلةَ أمّا اليومَ فالبطشُ واللهِ !

*****

حنانيكَ أنّى للمُتَيَّمِ لَفْتَةٌ
وقد بهَرتْهُ اليومَ خَودٌ بلا عُرْفِ

سعَتْ بدماءِ العاشقين تَقيَّةً
وقد أسرفَتْ حتى لَيفضَحُها نَزْفي !

*****

تخَيَّلتُ أنْ ألقى السلوَّ إذا نأتْ
وأعتُقَ جَفنَيها الضحوكَينِ من جَفني

ولكنَّ أعواماً مضتْ وحضورُها
يفوحُ بروقاً من فؤادي الى الكونِ

*****

وتُهْتُ , أحاكي الشمسَ في دورانِها
وما ثابتٌ ما بيننا ما خلا كأسي

وعطرٌ لأوروبا يَضلُّ سبيلَهُ
فتَهديهِ أنفاسي انتشاءً الى يأسي !

*****

ولي في رياضِ الشامِ تذكارُ مَدْمَعٍ
وصَحْبٍ كما الأطيافِ في غفلةٍ غابوا

فآهٍ على روحي العليلةِ وادياً
أتَحْنيهِ أنسامٌ وتلويهِ أعشابُ !؟

*****

وفي فارسٍ مِن قبلُ كُنّا كمنهلٍ
فإنْ أوسَعوا إثماً غمَرناهُمُ نَسْمَا

هي الواحةُ الغَنّاءُ لولا يبابُهمْ
ولولا جرادُ الحقلِ ما أطيبَ الطَّعما !

*****

هَلُمّوا نُحَيِّي الأرضَ والحبَّ والناسا
ونُغْني الوغى كُرْهاً لتَغْربَ إفلاسا

فَعُمراً قصيراً قد حُبِينا كَرَنَّةٍ
حَرِيٌّ بهِ أنْ يملأَ الأرضَ أجراسا !