يوم راهط - ماجد الزيد

لعمر الله إن حمْيت أتينا
نزيد النّار نار ٍ لا طغينا

أجاد الغيث دمعاً ام دماءً
فليت الشّعر يُنْسي إذ نسينا

تجاهلنا إدّعاء القوم حتّى
تغابونا ونحن الالمعينا

فطبع العُرْبَ كفرٌ مع نفاقٌ
أنائلةً بما عدّى دَعينا

(ألا لا يجْهلً أحدٌ علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا)

ونجعل من سواد الليل ثوباً
وأنجمه يلطّمن الجبينا

دهاة ٌ إن تداهى كل خِبٍّ
عصاةٌ إن أطاع الهافيينا

كرهبان الصّوامع في التّحلم
شياطينٌ إذا كُشف الدّفينا

(تفيض قلوبنا بالباس هدياً)
فلا نامت عيون العاصيينا

عداتي هل نسيتم أن بأسي
لهُ تسري جهنمَ بالوتينا

فاضرب حين اضرب غير راحم
كأن القلب أعتى الكافرينا

ألا من مبلغٌ عنّي شمالاً
وشرقاً تحت هدي الفرقدينا

بأن الرمح لي والسيف سيفي
وكيفي يشرب الفنجال صينا

شربت الكيف بالصيني وضدّي
سقيتـه سمّـن زعـاف ٍ وطينـا

وجاوزت المشارق والمغارب
وطفتُ على سواترها فطينا

فأمر خيلي أهوالٌ عليها
بضبح ٍ قدح يضوي الخافقينا

فإن لاحت بوارقها طوارق
طرقت بها رؤوس الكامنينا

خزمتُ أنوفهم في كل خازم
فعربيد(ن) بعربيدٍ سجينا

فسيري كالكوانس خيل ماجد
تئن الأرض من تحتك أنينا

أبالسة الأباليس ِعليها
شياطين الهمم والدين دينا

فيومٍ اشبه الايام راهط
ونبل الموت مبري له رنينا

اذا ماقام قيسٌ لليماني
حبست السيف عن حرب البنينا

ليوم ٍ ليس للانذال كرّه
اكر مع الكماة الفاتحينا

ابا ابن الاكارم غير يقدم
فاقدم حيث قد نطق القرينا

سلوهم هل هموا إن بان ماجد
ايبقى للشعر من حاديينا

ضرب مما ضرب راس البلاغه
فشعّت ضاء منها الاندرينا

ففي وقت الرخى سلس القوافي
وإن دار الرحى فابليس فينا

كفرت بكم وفي كل الاراذل
وقد امنت بالاسلام دينا

فدرعن حين يمطرنا الأعادي
وسيفٌ ماضي وحبل ٍ متينا

وكل مجاهد ٍ في الله طارق
خليلي لا وجيه السافلينا

وقومي من تنادوا للمعاليَِ
ولو سيفي بغمده لم يبينا

خثعني الوقت عن صفق القنابل
فجردّن الشعر بيض اليدينا

براءٍ مع ولاءٍ مع فداءٍ
دهاءٍ في زمان ٍ الداهيينا

تليّث في مشارفه الحصاني
وآساد الشّرى تجر الونينا

كلاب الحي سادت والذيّابة
ترى بعيونها ذلٍ السنينا

رأيت من العجب في كل ارض ٍ
اعيثي يمزع الخثعمٍ ظنينا

ينام الفسل عن همّ الرعاعي
وعيني ترقب قصور الأمينا

الا من مبلغ الاقوام عنّي
نصيحة شايبن شبّن ذهينا

رأيت من الدهر ما كان خافي
ما اخبر به جموع التابعينا

علامات هوت في كل شبر ٍ
كريح ٍ تجلد بظهر السفينا

فحرب الروم للامصار هاجت
من الافغان لارض الرافدينا

تجرع هولها الاعراب حتّى
سجر بحر العرب صوت الانينا

تنام قبائل الاعراب نوماً
ضربْه الله فوق الغافلينا

اتحقير المعارك بل فذعراً
وقد جرّت جموع الغازيينا

اببيبرس ٍ فداك الفين حرٍّ
من شيوخ العرب للتافهينا

فلو بالعرْب خير اليوم تنهض
أيشنقُُ فحلها المتمتعينا

ايظهر كسرى مما دون كسرى
ونعمان ٍ بشمطاءٍ عنينا

اجود بنفسي دون ابناء قومي
فاحملها على رجم اللعينا

على يدي ويحرسها إلاهي
وثم حزمٌ وعزمٌ لايلينا

لعمر الله قد حمْيت وأتينا
نزيد النّار نار ٍ لا طغينا