أمنعم القلب الخلى - محمد مهدي الجواهري

امنعمَ القلب الخلي
تركتني حِلْفَ المحنْ

لم ترع عهد فتى رعاك
على السريرة وأتمن

سل جفنك الوسنان هل
علمت جُفوني ما الوسن

لحظ الحبيب أثار بين
النوم واللحظ الفتن

ان كان لا بد الرِّهانُ
فرحمةً بالمرتهن

رفقاً بقلب ما درى
غيرَ الشجى بك والشجن

يصبو لذكرك كلما
ناح الحمام على فنن

اخشى يطول على الصراط
عذاب مطلعك الحسن

ما ضرَّ من ضمن الحشا
لو كان يرعى ما ضمن

طَرْفٌ قرير كان فيك
رماه هجرك بالدَّرَن

الله ماذا حَمَّلت
كفُّ النوى هذا البدن

لا تحسبوا ماءَ الفرات
كعهدكمْ فلقد أجَن

حسد الزمان ليالياً
سَمَح الوصال بها فضن

أعذَرْتُمُ لولا النوى
ووَفَيْتُمُ لو لا الزمن

لو تشترى بالروح
أيام الصبا قل الثمن

ولقد وقفتُ بداركمْ
وكأنها بطن المِجَنْ

يا مألف الأحباب حُلْتَ
وحال عهدُك بالسَّكن

واعتضتَ آراماً سوانحَ
فيك عن ريمي الأغن

وذَعْرتَ سِربي بالفراق
فليت سربَك لا أمِن

ويحَ المعذب بالبِعاد
تَهيِجُه حتى الدِّمن

ماذا على العُذّال إن
وجد المقيم بمن ظعن

أيلام إلْفٌ بان عنه
أليفُه فبكى وحن

لو لم يشُفِ القوس
مرمى سهمه ما كان رن