على الدهر لى عتب فهل هو زائله - إبراهيم بن محمد الخليفة

على الدهر لى عتب فهل هو زائله
ولى عنده حق فهل أنا نائله

تعثر حظى بين دهري وأهله
فلا أهله أهل ولا الدهر قائله

سأكتب فى طرس المعالى بهمة
لها قلم عزمى ورايى شاكله

واستخبر الأيام عن قصدى الذى
يطالبها قدرى به وتماطله

فانى وإن أبديت منى تغافلا
ففى النفس أمر ليس تخفى دلائله

سيعلمه يا صاح من كان جاهلا
به ويراه رؤية العين عاقله

ألا أن عمرا أنفقته يد الهوى
على عيلة الغفلات غالت غوائله

فما أغفل الإنسان عن قدر نفسه
وأجهله في بذل ما هو باذله

تضمن ما لا يستقل ببعضه
سواه وشاعت فى الانام فضائله

فانى رضى بالنقص بعد اتصافه
بما تقتضى منه الكمال عوامله

فواخجلة الانسان من فضل ذاته
وقد شاع عنه نقص ما هو فاعله

أضاع نفيس العمر واغتال حتفه
لقد تب من بيعت عليه قواتله

تجلى له بدر الوجود بعيد ما
ثوت فى زوايا العدم قدما أوائله

وأهله من كان أحسن صنعة
لاسرار علم قد أضاءت مشاعله

فلا العلم أوعاه ولا النفس صانها
ولا عقله عن معقل النقص عاقله

فيا ليته اذ لم يفز بفضيلة
تحرج أن تكسوه ذلا رذائله

أما فى ذهاب العمر للمرء مزعج
اذا فاته والمرء يشتد باطله

بلى تزعج الاحرار أنفاس ساعة
تفوت سدى والعلم صفو مناهله

أما العلم اكسير السعادة للفتى
أما العلم عز لم يفارقه حامله

لعمرى ان العلم روح وجسمه
وجود الفتى والعقل يا صاح عامله