من أين تأتي .. إلى أين تذهب؟ - علي الشرقاوي

ها صرت وحدك ،
معتقلاً خارج الحبس ،
وجهاً طريداً يراقبه الظل ،
شوقك حمّى
وحلقك ماء .
وحدك ..
ما زلت تبحث عن مدخل للوطن
تقرأ اللون :
أسود
أصفر
أحمر عبر المساء المسافر بين قميصك والجلد
تسأل عن شجر لا يموت
يعذبك الخبر - القتل - تصرخ :
هذا زمان تراجع في مده الوقت ،
كل الجهات محدبة .. تتقلص ،
في كل زاوية كفن ، كل صوت غريب
وفي البحر ظلت بلادي
معلقة تتأرجح بين السواحل
( انها ليست بصخر أثري
انها وجهي الذي ينزف تاريخاً
وأطفالاً سلوى .)
بلادي التي قطعوا ساقها ، حّولوها سجون
بلادي .. أيمكن أن يستحيل الجنون
سماءً من الحلم يبعث في الغرف المقفلة
تسكن في هامة الرمح ،
وحدك تنسج في الظلمات وشاحاً من النور،
كيف تجاسرت في زمن الخوف ،
باعدت بينك والراحة المستبدة في النفس
( لا راحة غير عرس بلادي
وضحكة طفل تخطى الفطام )
مسورة عينك الآن بالرعب ،
هسهسة الياسمينة والليل والماء والخبز رعب
هل من كتاب الفجيعة ينبلج العصر
أم يتطاير جمجمةً في الفراغ ؟؟
تتآكل في السجن قافلة الرعد ،
كل البيوت الفقيرة تنحب والبحر دمع ،
تقدمت اكتشفت الومض في زرقة اللحظات البطيئة ،
حدقت فيها ، تألمت
( بين الحشاشة والروح كانت دموعي جداول حزن )
هذا هو الكون ، سجن توشح ضحك العصافير.
نائمة لغتي ، أيقظوها من الليل
تنام وتصحو وفي رئتيها الغبار
سميتك الطير ، أعرف من أين تأتي الطيور
ولكن
الى اين تذهب .؟؟
هل تدخل البحر ، تحمله بالكتابة أو بالرماح القديمة
هذا هو البحر ، يختلف اليوم عن أمسه ،
ان جرح الملايين أجنحة ،
أين ريشك ؟
رائحة البحر تفتح لي صدرها
الخليج أنا ضفتاه ..
أنا شفتاه
لماذا تباعد عني ؟
( نطقت بحبك لكن .. بحبك انت قتلت )
سجيل طيري صار خليجا ً
تمدد بين ظلامين ،
هل يطلع النور ؟؟
ريح تهب على الارض اسمك ، أعرفه لست وحدك ،
متصل انت كالماء والضوء في بشرة البحر ،
متصل انت والعصر ،
لم أركب الموج ،
كانت هنا عتمة أحرقتني ،
تحولت ناراً ، وأغنية للدماء البتولة ،
هل مت كالطير ؟
كالرمح مت
( بين حد السيف والنطع وظل الأسئلة
وقفت روحي تغني لاخضرار السنبلة ).