يحير الغصن بين اللين والهيف - ابن نباتة المصري

يحير الغصن بين اللين والهيف
ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف

أغنّ لم يبق مرأى حسنه بشراً
خال من الوجد يلحاني على شغفي

يا حبذا البدر حاز التم أجمعه
وزاد في مهج العشاق بالكلف

غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ
و غصنُ بانٍ ولكن غير منعطف

يشكو السقام إلى أجفانه جسدي
فاعجب له دنفاً يشكوا إلى دنف

متى يحقق وعداً من تواصله
و المنع ينظر من وجه إليَّ خفي

في الخدّ لامٌ وفي عطف الصبا الف
و آلة المنع بين اللام والألف

هلاّ سوى سحر ألفاظ تلفت به
فكان في قصد موسى مانعٌ تلفى

مشير ملك تجلى رأيه فسطا
بالخصب يطو بياض الصبح في السدف

فاق البرية في عدل ومعرفة
فليس عن رتب العلياء بمنصرف

سجية في اقتضاء الحمد ناشئة ٌ
على الندى والسدى والمجد والشرف

وهمه دبر الاسلام كافلها
تدبير متصف بالحقّ منتصف

يا جائل الطرف في السادات منتقداً
ها قد وصلت الى أزكاهم فقف

وقد وجدتَ معاني الفضل باهرة ً
فان قدرت على أوصافها فصف

دار الثناء على القطب الذي اتفقت
فيه العقول فلا قول بمختلف

لا تبغِ منزل فضلٍ بعد منزله
من حلّ طيبة َ لم يحتج الى النجف

من معشرٍ نجب ما زال مجدهمُ
يوصي به السلف الماضي الى الخلف

شاد المعالي بنوا خاقان واجتمعوا
في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف

قد قدمته على السادات همته
في الفضل تقديم بسم الله في الصحف

كافي الجيوش بآراء مناضلة ٍ
تكاد ترعد منها أنفسُ النطف

فلا جناحٌ بمنهاضٍ اذا عضدت
من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف

في كفه قلمٌ كالسيف منتصبٌ
لكنه لبني الآداب كالهدف

جارٍ بكف سهيلي العلى فلذا
كم في المهمات من روضٍ له أنف

أمل عطاياه واستعرض فضائله
فما يرد جناه كف مقتطف

وشم بعينك في الدنيا محاسنه
اذا دلفت ودعنا من أبي دلف

قالوا أفي بأسه أم في سماحته
فقلت في ذا على رغم الحسود وفي

يا من تحملت في أبوابه نعماً
لاعيب فيها سوى أن أثقلت كتفي

تهنّ بالمنصب الميمون طائره
واقبل لدستك يا موسى ولا تخف

واغفر جناية أيامٍ قد اعتذرت
وابشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف

الله يعلم فيما أنت واجده
ونور حظي من بشري ومن أسفي

لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ
اذا التجأت ونجمٌ غير منكسف

ففي ولائك توكيدي اذا اختلفت
حالُ امرىء ٍ والى علياك منعطفي

حلفت أنك معدوم النظير فما
راجعت فكري وما استثنيت في حلفي

بستان حسن لا عدمت قطافهُ
لثما يسلفني السرور سلافهُ

يختال في مرح الشباب كأنما
هزت حمائم حليه أعطافهُ

في وصفه الأغزال خص مديحها
ملك البسيطة لا تريد خلافهُ

الناصر بن الناصر بن قلاون الم
نصور جانس نصره أسلافهُ

خضعت لعزته الملوك وأذعنت
لأغر أمّله الزمان وخافهُ

خدمته حتى أنجم مريخها
لو عاد كسرى ظنه سيافهُ

ولو أن ذا الاكتاف سابوراً عصى
أمراً لقطعت العصا أكتافهُ

متع لواحظنا بحسنك ساعة ً
ودع النفوس تروح وهي توالف

واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً
فلقد أراك اذا وعدت تخالف

ويلاه من ساج اللواحظ أهيف
مالي عليه سوى البكاء مساعف

يوم الغنى يهواه عاماً كله
بالدمع شاتٍ والصبابة صائف

سل خصره عن طول ليلة شعره
إن السقيم بطول ليل عارف

أسفي للدراهم الحلبيا
ت فقد فرّحت حشايَ وطرفي

أكلتني كفي عليها مرارا
وعليها أصبحت آكل كفي

يا لها حالة تكدر عيشي
وزمان في وجه قصدي يصفي

أقول لمن يتشكي الخطوب
ويحذر من موبقات الصروف

عليك بأبواب سيف العلا
ملاذ الفقير وأمن المخوف

تجد ظله جنة ً والجنان
بلا شك تحت ظلال السيوف

هنئتها خلع السيادة والتقى
والبر والبركات والالطاف

وبقيت ممدوح العلا عيناً لها
ألف الندى ولكل ملك كافي

يا صاحب القلم الذي في بابه
عرف وعرف ندى بغير خلاف

خليلي كفّا عني الشغل بالهوى
فعندي من فقد الصّبا شاغل كافي

صفا لون شيبي ثم كدر عيشتي
فيا عجباً للشيب من كدرٍ صافي

ومرخى على الاكتاف يضحك من يرى
فأواه من شيب يقطع أكتافي

جاء بالخصب الينا كافل
آمن في عدله كل مخوف

فدمشق اليوم والدنيا معاً
في فنون للتهاني وصنوف

جنة في ظل سيف قادم
وكذا الجنات في ظل السيوف

قل للذي قد كنت معترفاً
من بحر أنعمه ومغترفا

عجز اجتهاد الشكر عن منن
قدمتها عندي فيا أسفا

ان كنت لا تسدي اليّ يداً
حتى أقوم بشكر ما سلفا

وكنت اذا جفوتم أو كدرتم
أحن اليكمو أبداً وأصفو

الى أن زرتمو فثنيت طرفي
وعلمني جفاكم كيف أجفو

فما دمعي على العادات جارٍ
ولا قلبي على التبريج وقف

بالجنك من مغنى دمشق حمائم
في دف أشجا تشوق بلطفها

فاذا أشار لها الشجي بكأسه
غنت عليه بجنكها وبدفها

أتى الملبسُ الصوفُ الذي قد بعثته
لجبريَ يا أندى الأنام وتشربفي

فقابله الشكران شكر قصائدي
و سجعي والشكران من واجب الصوفي

تغير بدر الدين بعد مودة ٍ
و حالت به الأيام عن ذلك الوفا

و دل على أن الوداد مكلف
و لا عجب للبدر أن يتكلفا

عندي غلام بعلم الحرف مشتغل
و أي حرف إلى الفحشاء منحرف

أحكى الأنام لدالٍ في تفاجعه
و أنفق الناس من ميم على ألف

خليلي كيف الصبر عن حب شادن
شهي اللمى ساجي للواحظ أهيف

يحاول بدر التم تشبيه وجهه
فيحسنُ إلا أنه يتكلف

هنئت بالعيد يا من يستضيئ به
في الناس حالي ومن بالحمد أعطفه

الناس تعرف عيداً بالهلال اذا
وافى ولكنني بالبدر أعرفه

فديت رئيساً عندنا من نواله
الوفٌ وصدٌ بعد ذاك خفيف

فان يكن العقل الذي سآء واحداً
فافعاله اللآئي سررن ألوف

يا رب فاتنة الجمال غريرة
تحمي ورأء أسنة وسيوف

صغت الوعود لها صياغة ماهرٍ
و جمعت بين خلاخل وشنوف

قاضي القضاة لك اتصال سلامة
ولحاسديك مساءة وتلاف

ما كان في رجفان كفك منكر
فالبحر من أسمائه الرجاف

مملوكة عندي رومية
كم نشفت رأسي وما من شفه

بعثتها مع بعض شعري وقد
خلصت في الحالين من منشفه

يا صاحباً أسعى إلى بابه
وأشتكي الفاقة والكلفه

شهرك ذو القعدة فاهنأ به
وارحم من المملوك ذي الوقفه

أمزق قلبي في هواك تحرّقا
وجفني تسهيداً وليتك تعرف

ولي أسف بادٍ من الحزن انما
على مثل لقياك ابن يعقوب يوسف

يا قريراً بالمنى يا سيدي
يا صديقاً للتهاني ألفا

أن ايري يا لعقبى ايركم
كان ياءً ثم أمسى ألفا

أرادت تضاهي حسنه وصفاته
بدورٌ وغزلانٌ فقلت لها قفي

بعيشك يا غزلان لا تتعيبي
عليه ويا أقمار لا تتكلفي

و لي صديق أرجفته مدحتي
وكالان ظني أنه لا يرتجف

فقل له يابحر علمٍ وندى
أنا الذي لو جاء للبحر نشف

خف خصر الحبيب ثم ابتلاني
بعذول يزيدني تعنيفا

ليت لو كان في الملاح كمثلي
في هوى الخصر يؤثر التخفيفا

لنون صدغك آية فتنت
بحسنها كل طامح الطرف

يسبح الله حين يبصرها
فيا له عابداً على حرف

أفنى التي تاجها وقامتها
كأنه همزة على ألف

أذكر ثغراً لها فأسكر من
ورود خد لها فأرتع في

قولاً لنور الدين عن خله
خلّ الجفا وارجع لذاك الوفا

ياحجريّ الوصف من نسبة
حقاً لقد عاملتني بالصفا

شكراً لأنعم مولانا التي فضلت
جهد الثناء فأبدي وجه معترف

لو لم أكن للغنى أبغي تطلبها
طلبتها كونها نوعاً من الشرف

يا سيدي دعوة من قولهُ
يا سيدي يوجب تشريفه

حملت بالإحسان تثقيله
فاحمل باحسانك تخفيفه

صيرت إيري واقفاً من شرطه
إثبات عشقي واطّراح مخالفي

فليدر حسنك أن قلبي فيه قد
ثبتت صبابته بشرط الواقف

بات انفي يشكو زكاماً وقد كا
ن التشكي من الحوادث يكفي

أحمد الله لا أزال معنى ًّ
بأمور تأتي على رغم أنفي

و دفّ أشجار سمعنا به
ناعورة مطربة الوصف

لا غرو إن شبب نظم الورى
فيها قد غنّت على الدّف

شافعي قل لمالكي أن في ن
ثرة سطرين منه للفقر صرفه

أترى هل يحجّ فيٌ وفي ق
لبي جمار وعند حالي وقفه

صرفت لجود تاج الدين قصدي
ولم أر بعد ذا عنه انصرافه

فقيل لي القرافة أشغلته
وكم بنداه قيل لي الق رافه

يا سيدي إن طاب وقت ولائنا
لفظاً ففي معناه منك تعسف

أنا في المدبح أشبب الوصف الذي
أهدى وأنت على الجريح تذفف

قاضي القضاة حبذا تكرمة
تنزه المملوك في صنوفها

دراهم عن كلمات عددت
فأقبلت تجري على حروفها

أترى يا سادة ً لي كلما
زدتهم في الود زادوا في الجفا

هل كفى من فرط هجري ما جرى
وجرى من دمع عيني ماكفى

رجلي وحالي لغير نافع
أصبح هذا لذا يخالف

الرجل طول النهار تمشي
والحال طول النهار واقف

قل ليراع الإمام شيخ شيوخ الو
قت ما حي الإعساروالحيف

يا قلم العلم والبلاغة كن
شفيعَ آمالنا الى السيف

علقته ساجي اللواحظ أهيفا
وبليتي ساجي اللواحظ أهيف

قلبي الجريح مشبب بصفاته
في الحسن وهو على الجريح يذفف

يقول لي امرؤ كتَّاب مصر
بأخبار لها وقت منيف

فهل عجزا احتيالك أن تهيئ
لهم خبزاً فقلت ولا رغيف

ألا رب أحباب شغلت بحبهم
زمان إلى أن غيروا بيننا الصفة

فسليت قلبي من يديهم وعنهمو
ونشفت دمعي من هواهم بمنشفه

حملت الي شخصي الحباب وكاد من
أذى البرد لا من زهرة يتقصف

و كنت بفقري لا بعتقي أشتكي
وأعجز عن حمل القميص وأضعف