يا أيها الإنسان - قاسم حداد

يا أيها الإنسان
نحن أمام صفحـة جديدة
في دفتر الأحزان
في عالم
الصدق فيه يسكن الأشجار
والأشياء والجدران
لكنه لا يعرف الإنسان
يا أيها المصلوب فوق الباب
هل تعرف العذاب؟
وكيف يساقط كل الحب في التراب
حين يموت حسرة في دمنا الحنان؟
يا أيها الإنسان
نحن نموت في الصباح مرة
وفي المساء مرة
لأننا نبحث عن أمان
لأننا نبحث عن أسطورة الوفاء
فنكسر الجدار في طريقنا
نعانق الوفاء في خيالنا
لكنه يصفعنا بالحجر الصوان
يخذلنا جميع أصدقائنا
واضيعة الإنسان
تسحقنا حقيقة مريرة،
جميع أصدقائنا الأحباب
يرمون في وجوهنا أقنعة التراب
ويبدأ العذاب
بدمعة كبيرة في الزمن المهان
ونكتب المأساة فوق دفتر الأحزان
هذا أنا يا أيها الإنسان
معذب قلبي على أحبتي
من سالف الأزمان
أحبهم
لكنهم بالحقد يضحكون
والزيف يضحكون معلقون هكذا بين حدود العقل والجنون
يمارسون الحب كالعادة في حياتهم
كالتبغ، كالدخان
تغرق في ضميرهم سفينة الحنان
يا أيها الإنسان
نحن نعيش عالما مزيف الإحساس
الحب في ضميره المثلوم مستعار
والصدق مستعار
والألم العميق مستعار العالم الذي نعيش يا أحبتي يعيش الانتحار
وفوق وجه الصفحة الجديدة
من دفتر الأحزان
نكتب هذا الزيف والتزوير
وجرمنا الكبير
نكتب ما نعيش في دوامة النفاق
نبحث عن نهاية تمسح كل عارنا
فيصرخ الفراق
لأننا نخلق من لقائنا بداية لقصة الإنسان
يا أيها الإنسان
نحن نعيش عالما سخيف
الصدق- واضيعتنا- ينام في الرصيف
الصدق- واحسرتنا- لا يعرف الإنسان
نحن نعيش عالما سكران
خمرته دماؤنا،
وتسقط العقول فيبحث المقتول عن قاتله
ليمسك الإنسان
يا دفتر الأحزان
فلتفتح السطور والأوراق
ولترتو من دمنا المراق
فالحب والوفاء
والصدق والحنان والصفاء
وكل من كانوا لنا- يا قلب- أصدقاء
توقفوا، وانفجر ا لبكاء
تراجعوا، وانهارت الأشياء
تساقطوا، وسافر ا لوفاء
يا أيها الإنسان
نحن أمام صفحة جديدة من دفتر الأحزان
فلنكتب التاريخ من ضميرنا
وليسقط الجبان
وليصمد الإنسان
في معركة يحارب الإنسان
ليس أمام الدفتر الحزين
سوى انتظار الجـولة التي بها
ينتصر الإنسان
ويسقط الجبان