هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ - عبد الجبار بن حمديس

هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ

لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت
على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ

وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ
يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ

إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني
ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي

ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ
أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي

قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ
فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب

أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ
كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ

ما قرّ السير في سهل ولاجبل
إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب

ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلة ٍ
قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي

ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ
برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب

وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ
وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ