إلى متى منكمُ هجري وإقصائي - عبد الجبار بن حمديس

إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي

هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً
ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء

وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ
منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ

أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به،
رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء

يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ
تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي

من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً
فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء

وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ
وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي

إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ
وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي

حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء

ما في عتابك من عتبى فأرقبها
هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء

ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ
وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ

مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء

دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ
إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ

مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له
مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء

كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ
غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ

ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ
ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ