لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ - أبو الحسن الجرجاني

لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ
وإني مسلوبُ العَزاءِ مُكَدَّدُ

وإنِّي إذا نَادَيتُ صَبرِي أجابني
سوابقُ من دَمعِي تجورُ وتُقصِدُ

تصعده الأنفاسُ من كِبدي دماً
وتحدِرُه الأجفان وهو مورَّدُ

فَديتكِ ما شوقي كشوق عرفتُه
ولا ذا الهوى من جنس ما كنت أعهدُ

كأنَّ اهتزازَ الرُّمح في كبدي إذا
تكشَّفَ بَرق أو بدا منك مَعهدُ

أُحِّملُ أنفاسَ الشمالِ رسائلي
ولي زَفَراتٌ بينها تتردد

فإن هَبَّ في حيِّ سَموم فإنها
بقيةُ أنفاسي بها تتوقَّدُ

ولو كنتُ أَدري ما أُقاسي من الهَوى
لما حَكَمَت للبينِ في وَصلِنا يَدُ

فلا يُنِكر التَّخلِيدَ في النار عاقلٌ
فها أنا في نارِ الغرامِ مُخَلِّدُ