يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على - عبد الجبار بن حمديس

يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
صبٍ من الشوق دائم البرج

بحمرة ٍ في الجفون تحسبها
نَدَرْتُهَا في الفُؤَادِ عن جرح

هل جمد البحرُ من دجاك فما
ينتقل الحوت فيه بالسبح

أم حدثت حيرة ٌ مواصلة
في الجوّ بَيْنَ البُطَيْنِ والنَّطح

لو كنت ليل الشباب بتّ إلى الـ
ـصُّبْحِ من الشيب طائرَ الجُنح

لو كنت ليلَ الشباب فتّ ولم
تدّركِ الناظرين باللمح

متى أرى كلكلاً بركت به
يَطْعَنُ فيهِ السِّماكُ بالرّمح

وللثّريا جناحُ قاطِعة ٍ
بالخفق منه مسافة الجنح

وأشهبُ الصبح في إغارته
يستاقُ مَا للنّجومِ من سرح

فاطو رواقَ الظلام عن أفقٍ
تُنْشَرُ فيه مُلاءَة الصبح