على أَيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا - عبد الغفار الأخرس

على أَيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا
وأجْرَيْتَ ممّا وَجَدْتَ الدُّموعا

ومن أيّ حال الهوى تشتكي
فؤاداً مروعاً وشوقاً مريعا

تذكّرْتُ أيامنا بالحمى
وقد زانت الغيد تلك الربوعا

ولم أدر حين ذكرت الألى
دموعاً أرقتَ لها أمْ نجيعاً؟

وقال عذولُك لما رآك
وما كنتَ للوجد يوماً مذيعا

لأمرٍ تصبّبُ هذي الدموع
إذا شمتَ في الجزع برقاً لموعا

ولما فقدتَ حبيبَ الفؤاد
غداة الغميم فقدت الهجوعا

وكنتَ غداة دعاك الهوى
لحمل الغرام سميعاً مطيعا

وإنّي نصحتُك من قبلها
وزِدْتُك لَوماً فَزِدْتَ ولوعا

ولما رغبتَ بحمل الغرام
حَمَلْتَ الغرامَ فَلَن تستطيعا

وأصبحتَ تبكي بدوراً غربنَ
زَماناً على الحيّ كانت طلوعا

وأيّامُنا في زمان الصّبا
وإنْ لم تكنْ قافلات رجوعا

فإنْ تبكِهمْ أَسَفاً يا هذيم
فخذني إليك لنبكي جميعا