هل تذكرنَّ بنجدٍ يوم ينظمنا - عبد الغفار الأخرس

هل تذكرنَّ بنجدٍ يوم ينظمنا
لآلئاً شَمِلَتْ فيها ومَرْجانا

والرَّبعُ يطلع أقماراً وينبتُ في
منازل الحيّ حيّ الجزع أغصانا

والعيش صَفوٌ يروق العين منظره
يهدي لأرواحنا رَوْحاً وريحانا

فما ترى عينُ رائيها وإنْ طمحت
إلاَّ أسُوداً بميثاءٍ وغزلانا

من كلِّ أهيفَ حُلْويِّ اللمى غنجٍ
إنْ ماس هَزَّ على العشاق مرّانا

وَلَيِّن العَطفِ قاسي القلب لم نَرَهُ
رقَّت شمائله للصَّبِّ أو لانا

مضى الهوى وانقضت أيّام دولته
حتّى كأنَّ زمان اللهو ما كان

ليتني سلوت أحبّاءً منيت بهم
ولا ذكرتُ على الجرعاء جيرانا

فاترك ملامك عندي حين أذكرهم
إساءة ً منك لي فيهم وإحسانا

يا هل تراني أرى ما أستقرُّ به
أم هل ترى قلبي الظمآن ريانا

قد كان دمعي عزيزاً قبل فرقتهم
واليوم كلُّ عزيزٍ بعدهم هانا