نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ - عبد الغفار الأخرس

نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ
وإنْ قيل هَلْ من صالحٍ قيل صالحُ

سَعَيْتَ إلى نيل العُلى غيرَ كادحٍ
وغيرك يسعى للعلى وهو كادح

وتاجرت للمجد الذي أنت أهله
وأنت بهاتيك التجارة رابح

فهنِّيتَ من بين الشيوخ بخلعة ٍ
شذاها بأقطار العراقين فائح

مطارُ فخار طار في الأرض صيته
فأنتَ مقيمٌ وهو في الأرض سائح

بعلياك قد شدّ الوزارة أزْرَها
وزيرٌ لأبواب الأبّوة فاتح

وإنَّ مشيراً قد أشار بما رأى
مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح

رأى بابن عيسى بعد عيسى صلاحها
وفي صالح الأعمال تقضى المصالح

ورجح منك الجانب الضخم في العلى
وفي الناس مرجوح وفي الناس راجح

لعلّ بك النار التي شبّ جمرها
من القوم تُطفى وهو إذ ذاك لافح

وقد طوَّحَتْ من بعد عيسى وبندر
وفهدٍ بهاتيك الديار الطوائح

بَكَتْها وَقَد تبكي المنازل أعْيَنٌ
وناحَتْ على تلك الرسوم النوائح

وكانت أمورٌ قد أصابت فدَّمرت
وما حَسْنَتْ في العين منها المقابح

أمورٌ قضت إنْ لا يرى الأمن قاطنٌ
لديها ولم يفرح بما كان نازح

وَجَرَّت من الأرزاء كلّ جريرة
وسالت ولكن بالدماء الأباطح

وقد جرّدوها بعد آل محمد
مثقَّفة ً تدمى وبيض صفائح

وكانت حروب يعلم الله أنّها
سعيرٌ أهاجَتْه الرياح اللوافح

وما نفعت فيهم نصيحة ناصح
وهل نفعت في الجاهلين النصائح؟

فذلك مقتول وذلك قاتل
وذلك مجروح وذلك جارح

إلى أن بَلَغْتَ اليوم ما قد بلغته
وما هذه الأقسم إلاّ منائح

ولاحت لنا منك المعالي بروقها
وبرق المعالي من محياك لائح

وما أنت عمّا تبتغيه ببارح
وغيرك عنها لا محالة بارح

وإنْ أحجمَ المقدام عن طلب العلى
فإنّك مقدامٌ إليها وجامح

وإن غضَّ طرفٌ عن مكارم ماجد
فلا طرف إلاّ نحو جدواك طامح

نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد
وأينَ من البحر الخضم الضحاضح

منحت الذين استمطروك مكارماً
وكل كريم بالمكارم مانح

ليأْمَنَ في أيّامك الغرّ خائفٌ
ويصدَح في روض البشارة صادح

فخذها لدى علياك أولّ مدحة
ولي فيكم من قبل هذا مدائح