إنَّ الأكارمَ والمكارمَ - عبد الغفار الأخرس

إنَّ الأكارمَ والمكارمَ
والأفاضل والأماجدْ

فقدت محمَّده الأمين
فيا لمفقود وفاقدْ

وخَلَتْ معاهدُ للتُّقى
وتعطَّلتْ تلك المساجد

وبكت عليه مدارسٌ
من بعده وخلت مساجد

قد كان أعظمَ حجة ٍ
في الدين تُفْحِمُ كلَّ جاحد

ما في البرية كلِّها
أقوى وأعدل منه شاهد

بالله أقسمُ إنَّه
في ملّة الإسلام واحد

كانت موارد علمه
شِرَعاً شُرعن لكل وارد

قد كان للدين القويم
إذا نظرت يداً وساعد

يا واعظاً بوجوده
عِظمة ٌ تلين لها الجلامد

يا نائياً عن صحبه
هل أنت بعد النأي عائد

فلكم سددت على امرىء ٍ
بابَ المطالب والمقاصد

وأذَبْتَ دَمعاً كان لي
من قبل هذا اليوم جامد

أينَ الفرائدُ والشرائدُ
والعرائدُ والفوائدْ

ما كنت آمل أنَّني
أنعي على الأيام واجد

وألين بعد أحبّتي
للحادثات من الشدائد

لا ساعدي فيه القويّ
ولا على زمني مساعد

ولقد سئمت من الحياة
بما أشاهد أو أكابد

لما فقدت الصالحين
علمت أنَّ الدهر فاسد