مَن مُجيري من فؤادٍ كلّما - عبد الغفار الأخرس

مَن مُجيري من فؤادٍ كلّما
أتقد البرقُ اليماني اتقدا

كادَ لولا أدمعي، تحرِقُه
زفرة ُ الوَجدِ بما قد وجدا

عَرَف القلب يد العين بها
إن للعَينِ على القلب يدا

لا أبيتُ الليلَ إلاّ راعياً
أنجماً سارت على غير حدا

طال ليل الصبّ حتى خِلْتُه
جُعِلَ الليلُ عليه سرمدا

وتحرّوا رشداً عذّاله
ولعَمري ما تحرّوا رشداً

بي حبيبٌ أنا ألقى في االهوى
منه ما ألقاه من كيد العدى

تطلُبُ السُّلْوان إلاّ إنّ لي
لوعة ً قامت وصبراً قعدا

ما رمى الرامي فؤادي خطأً
منه في الحبّ ولكنْ قصدا

يا عرى عهد الهوى إنّ الهوى
جارَ بالحكم عليه واعتدى

خشية الواشين صبٌّ لم يزل
يُظهِرُ الدمع ويخفي الكمدا

أترى أحبابنا يومَ التقى
وَجَدوا من لوعة ٍ ما وجدا

قد وَقَقْنا بعدهم في ربْعِهِم
فبكيْنا الدَّمع حتى نفدا

ثم لما نفدَ الدّمع على
طَلَل الرَّبع بكَيْنا الجَلَدا