لَكَ الخَيْرُ دَاعِي الخَيْرِ أَسْعِدِ يَا سَعْدُ - عفيف الدين التلمساني
لَكَ الخَيْرُ دَاعِي الخَيْرِ أَسْعِدِ يَا سَعْدُ
                                                                            إِذَا ما نَهَى عَنْه النُّهَى وَدَعَا الوَجْدُ
                                                                    فَإِنَّ عِقَالَ العَقْلِ يَدْعُو إِلى السِّوَى
                                                                            وَوَصْلُ السِّوى قَصْلٌ وَوِجْدَانُهُ فَقْدُ
                                                                    إِلى الذِّكْرِ فارْجِعْ وَاْتُركِ الفِكُرَ في السِّوى
                                                                            إِذَا كُنْتَ مِمَّنْ قَصْدُهُ العَلَمُ الفَرْدُ
                                                                    وَلاَ تكُ غَيْرَاناً إِذَا ذُكِرَ أُسْمُهَا
                                                                            فَذَاكِرُها حَادٍ إِلى حُبِّهَا يَحْدُو
                                                                    تَجَلَّى مُحَيَّاهَا لِغَيْرِ بَنِي الهَوَى
                                                                            فَصُدُّوا كَذَاكَ الشَّمْسُ والأَعْينُ الرُّمْدُ
                                                                    ولاَ حَظهَا لَحْظُ المُحِبِّ فإِنْ بَكَى
                                                                            سِرُوراً فَرَائِي الشَّمْسِ أَدْمُعُه تَبْدُو
                                                                    فَدَعْ ثَمَنَ النَّفْسِ النفيسةِ عِنْدَهَا
                                                                            فَلَيْسَ لَهَا إِلاَّ بِلاَ ثَمَنٍ عَبْدُ
                                                                    قَرِيبَةُ وَصْلٍ لِلْمُحِبِّ وَإِنَّمَا
                                                                            إِذَا وَصَلَتْ لَمْ يَبْقَ قُرْبُ وَلاَ بُعْدُ
                                                                    تَثَنَّتْ فَظَنُّوا أَنَّها ثَنَوِيَّةٌ
                                                                            وَقَدْ يَتَثَنَّى قَدُّها وَهُوَ الفْردُ
                                                                    وَقَدْ نَطَقتْ حُسْناً مَنَاطقُ خَصْرِهَا
                                                                            فَظَنُّوا حَمَاماً فَوْقَ بَانَتِهِ يَشْدُو
                                                                    وَقَالوُا لها خَالٌ مِنَ النَّدِّ فَاتِنٌ
                                                                            صَدَقْتُمْ لَهَا خَالٌ بَلى مَالَهَا نِدُّ
                                                                    فَإِنْ كُنْتَ ذَا وَعْدٍ بوَصْلِ جَمَالِهَا
                                                                            فَبَعْضُ مُحِبيِّهَا لَدَيْكَ لَهُ عَدُّ
                                                                    فَلاَ تَقُلِ الدُّنْيَا اسْتَمَالتْهُ إِنَّمَا
                                                                            تَجَلَّتْ مِنَ الدُّنْيَا لِمُقَلَتِهِ هِنْدُ
                                                                    يُذَادُ عَنِ الوِرْدِ العَذِيبِ سِوَى امْرُءٍ
                                                                            غَرِيبٍ لَهُ فِي كُلِّ مَنْهَلَةٍ وِرْدُ