لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ - عفيف الدين التلمساني

لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ
فَالسَّيْفُ قَتَّالٌ بِرِقْةِ حَدِّهِ

وَدَعِ الجُفُونَ فَإِنَّمَا وَسْنَانُهَا
أَضْحَى سِنَاناً فِي مُثَقَّفِ قَدِّهِ

ظَبْيٌّ حَكَى نَوْمِي دَوَامُ نَفَارِهِ
عَنِّى فَواصَلَ ضِدَّهُ مَعَ صَدِّهِ

وَسَرَى إِلى جِسْمِي الضَّنَا مِن خَصرِهِ
فَهَوِيتُ ذَاكَ لإِنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ

عَجِبَ الحَسُودُ وَقَدْ رَأَى سُكْرِي بِلاَ
حَدٍّ وقَلْبِي فِي عُقُوبَةِ حَدِّهِ

خَفِّضْ عَلَيْكَ أَلَيْسَ خَفْقُ وِشَاحِهِ
يَحْكِي فُؤَادِي أَوْ تَلَهُّبُ خَدِّهِ

هِيَ نِسْبَةٌ لَوْ أَنَّ قَلْبِيَ نَالَهَا
مُتَوَقِّداً لَعَذَرْتُهُ فِي وَقْدِهِ

شُكْرِي لِصَبْرِي عَنْهُ إِذْ هُوَ خَانَنِي
وَرَأَى الخِيَانَةَ كَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ

ولَمْدَمَعِي بُعْداً وَسَحْقاً إِنَّهُ
دُرٌّ لَدَيَّ ولَمْ يَكُنْ فِي عِقْدِهِ

مَنْ مُنْصِفِي مِنْ قُرْبِهِ فَلَقَدْ أَبَى
قُرْبِي وَمَنْ ذَا مُنْقِذِي مِنْ بُعْدِهِ

يا بَانَةَ الوَادِي وَيَا وَرْقَاءَهُ
نُوحِي لِغُصنِكِ إِذْ أَنُوحُ لِفَقْدِهِ

أَنْتِ الحَزِينَةُ والحَزِينُ أَنَا كِلاَنَا
اليَوْمَ مَعْذُورٌ يَنُوحُ بِوَجْدِهِ

حَالِي كَحَالِكِ وَالمُجَاوِرُ كَفُّهُ
لِلمَاءِ يَعْرِفُ حَرَّهُ مِنْ بَرْدِهِ