غادة - رياض بن يوسف

أبصرتُ في عينيكِ نخل بلادي
و قوافلا تعنو لصوت الحادي

و صوامعًا خُضْرًا.. وقلبا أبيضا
و ملائكا.. يشدون بالأورادِ

أبصرتُ " سرتا" غادة عربية ً
ترمي.. فتصمي صفوة الأكبادِ

و أنا هنا.. جرحٌ توحّدَ نبضه
حزني قديمٌ... مثلما ميلادي

فتشتُ فوق شقوق وجهي عن دمي
عن عِترتي..عن قِبلتي..عن ضادي

فرجعتُ مصلوبا على وجع اللُّغى
أشدو.. فيحرق وحدتي إنشادي

.. لكنَّ حزنكِ صار جرحًا ثانيا
يدْمَى..و ينزفُ في غيوب فؤادي

فلقد سمِعتُ بكاء " صخركِ" و " الجسورَ"
تنوحُ وَلْهى..و انتحابَ" الوادي"

فسألتُ هذا الليل: سرتا..مالها؟
تبكي.. و تُثخِنُ بالحِداد حِدادي؟!

فأجابني صمتُ الأديم بِزفرةٍ
ذابتْ لها حُرقي.. وذاب جِلادي

" وقعُ الخطى فوقي غليظ جارحٌ
يُدمي و يؤذي بالعقوقِ رقادي

الكلُّ خان.. و كلُّ قومي قد نسَوْا
أن الأديمَ بقيَّة الأجداد*"

.. و رأيتُ بين القوم وجها أسمرًا
تُصغي خطاهُ لأنة الأجساد

كانت خطاكِ..و كنتِ" سرتا" أمْسِنا
.. فهمَىالرذاذ ُعلىفؤادي الصادي

يا وجهَ " سرتا".. يا بقية عطرها
يا تِبْرها.. يا سحرها المتمادي

يا إرْثَ باديسٍ و يوبا في دمي
يا " صخرة ً" نُقِشتْ بها أمجادي

أهواكِ.. في حبيكِ يورقُ خاطري
وردًا.. و يحْبُلُ بالنجوم مِدادي

أهواكِ..لا لغة ٌ تقِلُّ صَبابتي
عجْزًا.. فحُبِّيكِ احتوى أبْعادي