أنا الضحيَّةُ فافترسني - أمين الربيع

أنا يا صَديقي،
قمَّةُ الهَرمِ الرُّعافيِّ اختِلاطُ اللونِ في نارٍ وماءْ!
أنا كم تَكرَّرتُ الضَّحيَّةَ دونَ قَصدٍ
أنْ تكونَ مطيَّةَ الجاني،
وكأسَ السَّيد الظَّمآنِ من قبلِ الولادةِ للدِّماءْ!
أنا سَوفَ أغفِرُ كُلَّ ما اقتَرفَتْ يَداكَ بحقِّ شَخصي
من تَقاريرٍ تُدينُ تَوجُّهي
إنْ كانَ قَصدُ يديكَ إطعامَ الصِّغارْ!
فليأكُلوا منّي أنا كُلّي لهُم خُبزٌ،
وإيماني لبردِ شِتائهم زَيتٌ ونارْ!
إنّي الموُاطِنُ أيُّهَا الصَّاحِ المُدرَّبُ،
حِنطَةُ الوطنِ الغنيِّ بأهلِهِ الفُقراءِ في زَمن (الدولارْ) ..
وأنا الضَّحيَّةُ لُقمَةُ الوطنِ المُعاني جوعَهُ، وأنا الدِّثارْ!
أرأيتَ يا وطني بلاداً تأكُلُ الأحبابَ غيركَ؟!
مَن هَداكَ لطبعِ هذا الازدِهارْ!
مَن علَّمكْ ؟ .. هذي القَساوةَ
مَن رَماكَ وضلَّلكْ ! .. من درَّبكْ؟
مَن أنبتَ الأحقادَ فيكَ وغَرَّرَكْ!
مُتشاغِلاً تبدو بصَمتِكَ يا وَطنْ!
أنا مَن حَباكَ وسمَّنكْ،
مُتساهِلاً تبدو بصَمتِكَ يا وَطنْ!
وأنا الضَّحيَّةُ فيكَ مَشغولٌ
وأشغَلُ كلَّ أجهِزةِ الكِتاباتِ السَّريعةِ
والنُّجومِ السَّاكِناتِ بأرضِنا وهُناكَ خَلفَ الأطلَسيْ!
كم من بُيوتٍ للشَّقاءِ يُعيلُها حُزني!
وأنتَ كَذاكَ يا صاحِ المدربُ والمدجَّجُ بالشُّكوكْ،
لا تُقدِّمني لجوعِ المُتخَمينَ كَراهةً،
بل فليكُنْ قوتُ الصِّغارِ هوَ المُحرِّضُ!
هكذا سأكونُ مُرتاحاً
وأغفِرُ كلَّ ما اقترَفَت يَداكَ بحقِ شَخصي
من تَقاريرٍ ستُسقِطُها عَلَيّْ!