للمائسِ المدْهوش - أمين الربيع

فراقٌ وقالتْ هَلْ يصِحُّ فِراقُ
ونَحنُ التِصاقٌ ظامئٌ وعِناقُ

إلى غيرِ ألحانِ الوِدادِ دَفعْتَني
جَهومٌ وما صَمْتُ الجَهومِ اشتِياقُ

- أساطيلُ جُرْحي ليسَ تَعْرِفُ شاطِئاً
وأهزاجُ حُزْني في النُواحِ عِتاقُ

على شَرَكِ الأيامِ هبَّتْ غَوائِلي
كأنَّ اغتِيالي في الدُّروبِ سِباقُ

تُحاصِرُني أشباحُ مَنْ قد قَتلتُهُمْ
نُفوسٌ تُغطِّيها الكُلومُ، خِلاقُ

أعُبُّ مِنَ الأحتافِ صِرْفَ مَنيَّةٍ
حَزينٌ وما شُربُ الحَزينِ عُراقُ

وتَستَوقِدُ الأشباحُ قلبي لصِرِّها
وما كُلُّ مَنْ جاسوا الفؤادَ رِفاقُ

وأذوي ورَحْبُ النَّفْسِ يذوي وداخلي
مَلالٌ، وإجهاشٌ يَشي، واحتِراقُ

لأسمالِ قلبي نَكهَةٌ لا أُطيقُها
وللكونِ طَعْمٌ مِثلُها وطِباقُ

فلا تُجْهِديني في سُؤالِ جَوائِحي
فبالقلبِ ثُقْبٌ لا يُرى أو يُطاقُ !