أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا - ذو الرمة
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
وَهَاجَ الْهَوَى مِنْهَا الْغَدَاة َ طُلُولُهَا
بِمُنْعَرَجِ الْهُذْلُولِ غَيَّرَ رَسْمَهَا
يَمَانِيَة ٌ هَيْفٌ مَحَتْهَا ذُيُولُهَا
لميَّة َ إذ لا نشتري بزماننا
زَمَاناً وَإِذْ لاَ نَصْطَفِي مَنْ يَغُولُهَا
وإذ نحنُ أسبابُ المودَّة ِ بيننا
دماجٌ قواها لم تخنها وصولُها
قطوفُ الخُطا عجزاءُ لا تنطقُ الخنا
خلوبٌ بأسبابِ العداتِ مطُولُها
فياميُّ قد كلَّفتني منكِ حاجة ً
وَخَطْرَة َ حُبٍّ لاَ يَمُوتُ غَلِيلُهَا
خليليَّ مدّا الطَّرفَ حتى تبيَّنا
أظُعنٌ بعلياءِ الصَّفا أمْ نخيلُها
فَقَالاَ عَلَى شَكٍّ نَرَى النَّخْلَ أَوْ نَرَى
لميَّة َ ظعناً باللِّوى نستحيلُها
فَقُلْتُ أَعِيْدَا الطَّرْفَ مَا كَانَ مَنْبِتاً
مَنَ النَّخْلِ خَيْشُومُ الصَّفَا وَأَمِيلُهَا
وَلَكِنَّهَا ظُعْنٌ لِمَيَّة َ فَارْفَعَا
نواحلَ كالحيّاتِ رسلاً ذميلُها
فَأَلْحَقَنَا بِالْحَيِّ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
تغالي المهارى سدوُها ونسيلُها
فما لحقتْ بالحيِّ حتَّى تكمَّشتْ
مراحاً وحتَّى طارَ عنها شليلُها
وتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ
سَرِيعٌ أَمَامَ الْيَعْمَلاَتِ نُصُولُهَا
وَحَتَّى كَسَتْ مَثْنَى الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
إلى حيثُ يثني الخدَّ منها جديلُها