سواد - خالد أبو حمدية

إنْ قُلْتك شِعراً أو قَصّا
قلبي لعيونكِ قد وصّى
بالأبيضِ يا فيضَ شجوني
فورثتُ الحُرقَةَ (والغُصّة)
فِلَم العينانِ تُغرّبني
ونصيبي بالأسودِ خُصّا
لّم يُفْت بذلك ذو عدلٍ
أو شرعٌ باللوّعةِ وصّى
آتيكِ سماءً وجناحي
بنصال عيونِكِ قد قُصا
وهواك كبدرٍ يتَجلّى
بتمام لا يعرفُ نقصا
قرّبتكِ من أُفق جناحي
فنأيت لناحية أقصى
إن طِشْت على ماء عيوني
قد شِبْتُ بأعماقك غوصا
شاهدةٌ أنتِ على قلبي
إذ يرقصُ من وجعٍ رقصا
قد كدتُ بِخَفقي أن أجفو
لكنّ القلبَ بِكُم وصّى.
*
"أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرَقُ
وجوى يَزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ
جَهُد الصبابةِ أن تكونَ كما أرى
عين مسهــدةٌ وقلبٌ يخـفقُ
وعذلتُ أهْلَ العشق حتى ذقتهُ
فعجبت كيف يموت من لا يعشقُ
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني
عيّرتهم فَلَقيت فيهِ ما لقوا"
"المتنبي"